محلل سياسي فلسطيني لـ «تحيا مصر»: حكومة نتنياهو تُصعّد تشريعياً وميدانياً لتصفية القضية الفلسطينية وتفجير اتفاق شرم الشيخ

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة جديدة أثارت موجة من الانتقادات الدولية، أقرّ الكنيست الإسرائيلي مساء أمس في تصويت أولي علي مشروع قانون يقضي بتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لترسيخ واقع الاحتلال ونسف أي أفق لحل الدولتين.

نعمان العابد في تصريحات خاصة .. مخطط لتصفية القضية الفلسطينية على مسارين

ومن جانبهم يري  مراقبون أن هذه  الخطوة تعكس توجه حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة نحو تصفية القضية الفلسطينية، ورفضها لكل المبادرات الدولية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتهيئة المناخ لعملية سلام شاملة.

وأكد الخبير الدولي في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور نعمان العابد، من خلال  تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر»، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تسير في خطتين متوازيتين لتصفية القضية الفلسطينية، الأولى عسكرية ميدانية، والثانية تشريعية سياسية داخلية.

نعمان العابد

وأوضح العابد من خلال حديثه، أن المسار الميداني يتضمن العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، وتوسيع الاستيطان في الأراضي المحتلة، واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهويده، إلى جانب سياسة القتل الممنهج والاعتقالات اليومية.

وأضاف أن المسار الثاني يتمثل في تشريعات الكنيست، التي تهدف إلى فرض واقع قانوني جديد يخالف قرارات الشرعية الدولية، ويشرعن استمرار الاحتلال رغم أن محكمة العدل الدولية أقرت بعدم قانونية الاستيطان والضم.

قوانين الاحتلال.. غطاء لتكريس السيطرة

وأشار العابد من خلال تصريحاته  الخاصة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم البرلمان كأداة لتكريس الاحتلال، من خلال سنّ قوانين تمنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو قيامها مستقبلاً، موضحاً أن تلك السياسات تسير ضمن نهج متكامل يهدف لإلغاء هوية الدولة الفلسطينية وفرض السيادة الإسرائيلية بالقوة.

ولفت إلى أن هذه الخطوات تمثل تحولاً خطيراً في المسار السياسي الإسرائيلي، حيث لم تعد حكومة نتنياهو تكتفي بالتصعيد الميداني، بل انتقلت إلى تثبيت الاحتلال عبر نصوص تشريعية تُقوّض أسس السلام.

مخطط تفجير اتفاق شرم الشيخ

وفي ما يتعلق بمستقبل اتفاق شرم الشيخ، حذّر العابد من مخطط اليمين الإسرائيلي لتفجير الاتفاق وإفشال المرحلة الثانية منه، مؤكداً أن حكومة نتنياهو لم تلتزم فعلياً ببنود المرحلة الأولى، وتحاول اليوم التهرب من استحقاقات المرحلة الثانية.

وأوضح  العابد لتحيا مصر أن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل حالياً لضمان استمرار تنفيذ الاتفاق، من خلال زيارات نائب الرئيس الأميركي وموفدي البيت الأبيض، كوشنر وويتكوف، في محاولة لإعادة التوازن وكبح مساعي نتنياهو لإجهاض الاتفاق، لا سيما في ملف قطاع غزة

تحذيرات من تفجير مسار السلام بالكامل

وأكد العابد أن هذه الإجراءات مجتمعة تشير إلى أن إسرائيل لا تبحث عن الأمن أو الاستقرار، بل تسعى لتكريس احتلالها وفرض أمر واقع بالقوة، مشيراً إلى أن تطبيق السيادة على الضفة سيقضي فعلياً على حل الدولتين، ويعيد المنطقة إلى دائرة التوتر والعنف المفتوح.

خاتمة تحليلية: مشهد يختبر ضمير العالم

في ختام المشهد، يبدو أن ما يجري اليوم يمثل اختباراً حقيقياً لإرادة المجتمع الدولي، الذي يقف أمام حكومة تتحدى كل القرارات الأممية وتتمادى في ضم الأراضي بالقوة.

فالكنيست الذي يشرّع، والجيش الذي يعتدي، وحكومة نتنياهو التي تتنصل من الاتفاقات، جميعهم يسيرون في طريق واحد: تصفية القضية الفلسطينية وإفشال أي أفق للسلام.

ويبقى السؤال المطروح "إلى متى سيظل العالم يكتفي بالبيانات فيما تُسرق الأرض وتُغتال العدالة؟”

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق