الانتخابات الأوغندية 2026.. سباق حاسم بين الاستمرارية والتغيير

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دخلت  أوغندا رسميًا أجواء السباق الانتخابي، بعد أن أعلنت اللجنة الانتخابية في كمبالا، برئاسة القاضي سيمون بياباكاما، موعد  الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 15 يناير 2026.

وأوضح بياباكاما أن الحملات الدعائية ستتوقف قبل 48 ساعة من موعد التصويت، في خطوة تهدف إلى ضبط الإيقاع السياسي وضمان نزاهة العملية الانتخابية خلال الأسابيع الأخيرة الحاسمة.

ومن المنتظر أن تصدر اللجنة قريبًا خارطة طريق انتخابية مفصلة، تشمل جداول الترشيح، وإرشادات الحملات، والإجراءات التنظيمية لضمان انتخابات “حرة وسلمية”، على حد وصفها.

سباق انتخابي بين جيلين ورؤيتين

تستعد البلاد لمنافسة قوية بين الرئيس المخضرم يوويري موسيفيني، الذي يحكم منذ عام 1986 ممثلًا عن حركة المقاومة الوطنية، وخصمه الأبرز بوبي واين، المغني السابق والنائب البرلماني، الذي تحول إلى رمز سياسي لجيل الشباب الطامح إلى التغيير.

ويخوض موسيفيني السباق مدعومًا بتعديلات دستورية سابقة ألغت القيود على عدد الفترات الرئاسية وسن المرشح، ما أتاح له الترشح رغم بلوغه الثمانين.

في المقابل، يرفع بوبي واين شعار "الإصلاح والتجديد"، متعهدًا بإنهاء عقود من الحكم الفردي وفتح المجال أمام التحول الديمقراطي الحقيقي.

تعدد المرشحين وتوازن القوى

يتنافس في السباق ثمانية مرشحين، أبرزهم إلى جانب بوبي واين، اللواء المتقاعد موجيشا مونتو عن حزب التحالف من أجل التغيير الوطني، وناثان ناندالا مافابي عن حزب التغيير الديمقراطي، إضافة إلى مرشحين من أحزاب صغيرة ومستقلين.

ورغم هذا التنوع الحزبي، يرى مراقبون أن ميزان القوة يميل بوضوح لصالح الحزب الحاكم، نظرًا لسيطرته الواسعة على مؤسسات الدولة والإعلام.

انتقادات للانتخابات السابقة ووعود بالإصلاح

تأتي هذه الانتخابات بعد تجربة مثيرة للجدل في عام 2021، شابتها اتهامات بـ"التزوير والترهيب وشراء الأصوات".

لكن الحكومة الأوغندية تؤكد أن الانتخابات المقبلة ستكون أكثر شفافية وتنظيمًا، بينما تتهم المعارضة السلطات باستخدام الأجهزة الأمنية لقمع الأصوات المنتقدة والسيطرة على الفضاء الإعلامي والرقمي.

أهمية إقليمية واستقرار داخلي

تكتسب الانتخابات الأوغندية بعدًا يتجاوز حدودها الوطنية، نظرًا للدور الجيوسياسي المحوري الذي تلعبه كمبالا في شرق أفريقيا.

فأوغندا تشارك بقواتها في مهام حفظ السلام في الصومال وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية، كما تمثل ركيزة أساسية في جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.

ويؤكد مراقبون أن نتائج الانتخابات المقبلة واستقرار الداخل الأوغندي سيكون لهما تأثير مباشر على أمن المنطقة وتوازناتها السياسية والعسكرية.

ومع تحديد موعد 15 يناير 2026، تدخل أوغندا مرحلة مفصلية بين خيارين متناقضين: الاستمرارية التي يمثلها موسيفيني، أو التغيير الذي يرمز إليه بوبي واين، وبين هذين الخيارين، يترقب الداخل والخارج ما إذا كانت أوغندا ستشهد تحولًا ديمقراطيًا حقيقيًا أم فصلًا جديدًا من حكم الرجل الواحد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق