تعيش الأسواق الزراعية المصرية حالة من الترقب مع استمرار التغيرات في أسعار الأسمدة، التي أصبحت مؤشرًا رئيسيًا في حسابات المزارعين وتكلفة الإنتاج.
مع تزايد الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف النقل والطاقة، شهدت أسعار الأسمدة تحركات متفاوتة هذا الأسبوع، ما بين ارتفاع في بعض الأنواع واستقرار في أخرى، وسط متابعة دقيقة من الدولة لتأمين احتياجات الموسم الزراعي دون اضطرابات في المعروض أو الأسعار.
ارتفاع ملحوظ في أسعار الأسمدة
وفق أحدث البيانات الرسمية، بلغ متوسط أسعار الأسمدة في السوق المحلي حوالي 16,752.9 جنيهًا للطن، فيما تجاوز سعر طن اليوريا حاجز 22,800 جنيهًا في عدد من المحافظات.
أما سلفات البوتاسيوم فسجلت حوالي 21,000 جنيه للطن داخل الجمعيات الزراعية، في حين تراوح سعر سلفات النشادر بين 8,500 و8,650 جنيهًا للطن.
ويعكس هذا التفاوت طبيعة المواد الخام وتكلفة الإنتاج واختلاف نسب التركيز بين الأنواع المختلفة.
أسعار الأكياس الصغيرة في السوق الحر
فيما يخص الأكياس الصغيرة (الشيكارات)، وصلت أسعار شيكارة سماد اليوريا وزن 50 كجم في السوق الحر إلى ما بين 1,600 و1,700 جنيه نتيجة ارتفاع تكاليف النقل وانخفاض المعروض.
بينما تباع الشيكارة المدعمة من الدولة بنحو 264 جنيهًا فقط في بعض المناطق، وهو ما يُبرز الفجوة الكبيرة بين السعر الرسمي والسوق الحرة، التي خلقت سوقًا موازية أثرت على المزارعين.
أسباب ارتفاع أسعار الأسمدة
يرجع الخبراء ارتفاع أسعار الأسمدة إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:
نقص إمدادات الغاز الطبيعي المستخدمة في إنتاج الأسمدة.
ارتفاع تكاليف الشحن والنقل محليًا ودوليًا.
تذبذب سعر الصرف وتأثيره على الواردات.
توسع الرقعة الزراعية وزيادة الطلب الموسمي.
تفاوت الأسعار بين الدعم الحكومي والسوق الحرة.
تداعيات استمرار الارتفاع
يشير مراقبون إلى أن استمرار ارتفاع أسعار الأسمدة قد يُضعف قدرة بعض المزارعين على شراء مدخلات الإنتاج، مما يؤثر سلبًا على حجم المحاصيل وربحية الفلاح.
لذلك تعمل الدولة على إحكام الرقابة وتوفير الأسمدة المدعمة بالكميات والجودة المناسبة، مع مراقبة السوق لتقليل المضاربات وضمان استقرار الموسم الزراعي.

















0 تعليق