أكد الدكتور محمد ربيع الديهي أن القمة المصرية الأوروبية الأولى تعكس بوضوح المكانة المتنامية لمصر على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تلعب دورًا رياديًا في الشرق الأوسط وأفريقيا، ما يجعلها محورًا أساسيًا في استراتيجيات التعاون الأوروبي تجاه المنطقة.
وأوضح خلال مداخلة عبر إكسترا نيوز، أن القمة تمثل فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة في ظل بلوغ حجم الاستثمارات الأوروبية في مصر 38 مليار دولار، وحجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 31 مليار دولار، ما يعكس أهمية القاهرة كشريك اقتصادي رئيسي للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن القمة لا تقتصر على بعدها الاقتصادي فحسب، بل تحمل زخمًا سياسيًا يعكس الدور المصري في دعم الاستقرار الإقليمي وإحلال السلام في المنطقة، لافتًا إلى أن مصر تسعى لتحويل العلاقة مع الاتحاد الأوروبي من علاقة تقليدية إلى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل السياسة والاقتصاد والطاقة والتنمية.
وأشار إلى أن مصر تهدف إلى تفعيل الاتفاقيات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي وتحويلها إلى خطوات عملية تعود بنتائج ملموسة على الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل ما حققته من نجاحات في برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلق قبل سنوات.
وأضاف أن العديد من الشركات الأوروبية الكبرى بدأت تنقل أنشطتها الصناعية إلى مصر باعتبارها بيئة جاذبة وآمنة ومؤهلة للاستثمارات الإنتاجية، موضحا أن رئاسة الرئيس السيسي للقمة تعكس اهتمام الدولة المصرية بإقامة شراكة شاملة مع أوروبا لا تقتصر على الاقتصاد، بل تمتد إلى مجالات الثقافة والسياحة والتنمية، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو حدث عالمي يعزز من مكانة مصر السياحية، إلى جانب استعداد القاهرة لاستضافة قمة دولية لإعادة إعمار غزة، وهو ملف يحظى بدعم أوروبي متزايد.
وفيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار، أكد أن مصر تتحمل أكثر من 80% من أعباء دعم قطاع غزة اقتصاديًا وإنسانيًا، وأن وجود شركاء أوروبيين في هذا الملف يخفف العبء عن القاهرة ويمنح العملية بعدًا دوليًا يحد من انتهاكات الاحتلال، مشددا على أن مشاركة الشركات الأوروبية في عملية الإعمار تمثل عامل ردع لأي محاولة لزعزعة الاستقرار في القطاع.
وأضاف أن مصر وضعت خطة متكاملة تمتد لخمس سنوات لإعادة إعمار غزة، وأن التعاون مع الشركاء الأوروبيين والدوليين يسهم في تسريع وتيرة التنفيذ وتحقيق الاستدامة في مشروعات البنية التحتية والإسكان والخدمات داخل القطاع.
وشدد الديهي على أن القمة المصرية الأوروبية تمثل نقطة تحول في العلاقات بين القاهرة وبروكسل، إذ تفتح الباب أمام شراكات استراتيجية واقعية تسهم في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز الدور الإقليمي لمصر في مواجهة التحديات السياسية والإنسانية بالمنطقة.
















0 تعليق