أوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن اضطراب التلعثم أو "التأتأة" يعد من المشكلات المنتشرة بين الأطفال في سنٍّ مبكرة، وغالبًا ما تظهر بين عمر السنتين والخمس سنوات، مؤكدًا أهمية رصد الأعراض والتعامل المبكر معها لتجنب تطورها لاحقًا.
وقال خلال مداخلة ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، إن الأعراض الأولية للتلعثم تشمل تكرار الحروف أو الكلمات، والتوقف المفاجئ أثناء الحديث، أو استبدال كلمات بأخرى، وقد يرافق ذلك توتر حركي كقبض اليدين أو التعرق أثناء الكلام، مشيرًا إلى أن بعض الأطفال يحاولون إخفاء المشكلة بتجنب نطق كلمات معينة أو إسقاط مقاطع من الجمل.
وأضاف أن بعض العلامات الجسدية يمكن أن تنذر بالمشكلة مبكرًا، مثل ارتخاء الشفتين أو وجود عقدة لسانية أو طول اللسان، فضلًا عن مؤشرات أخرى متعلقة بصعوبات التعلم، موضحا أن الاكتشاف المبكر قد يبدأ من عمر 18 شهرًا إذا كانت هناك مشكلات واضحة في الجهاز الكلامي أو السمعي.
وأشار إلى أن الأسباب النفسية تلعب دورًا كبيرًا في استمرار التلعثم، مثل العقاب البدني، والإهانة، والتنمر، والضغط العصبي، مؤكدًا أن هذه العوامل تضعف ثقة الطفل بنفسه وتؤثر على مهاراته الاجتماعية، داعيًا الأهل إلى احتواء الطفل ومنحه الأمن النفسي بدلًا من اللوم أو المقارنة.
وأوضح أن الدولة المصرية كانت من أوائل الدول التي نفذت حملات طبية شاملة للكشف عن مشكلات النطق واللغة في المدارس الابتدائية، وهو ما تبنته لاحقًا عدد من الدول الأوروبية والأمريكية.
وأكد أن العلاج المبكر والتدخل الأسري الإيجابي هما الركيزتان الأساسيتان للتعافي، مشددًا على أهمية التحدث مع الطفل ببطء وهدوء دون تعنيف أو زجر، واختيار أوقات مناسبة للتعلم بعيدًا عن التعب والضغوط، مع توفير بيئة تعليمية داعمة ومشجعة على الحوار والثقة بالنفس.
وشدد على ضرورة وعي الأسر بأن التلعثم لا يعني ضعف الطفل أو فشله، بل يحتاج إلى صبر ودعم نفسي ومهارات تخاطب متخصصة تُمكّنه من تجاوز الأزمة بثقة واستقرار نفسي.















0 تعليق