كيف أثرت التكنولوجيا في مزاج المُشاهد؟.. حسين فهمي: "الفن والدراما علاج الروح"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شارك الفنان حسين فهمي في الجلسة النقاشية بعنوان "سينما من أجل عالم أفضل" ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، حيث أكد أن الفن والدراما يمتلكان قدرة فريدة على شفاء جروح الإنسانية وإحياء التعاطف داخل المشاهدين، مشددًا على أهمية الحفاظ على البعد الإنساني في الأعمال الفنية.

وقال فهمي: "كل الأعمال الدرامية تتحدث عن الإنسان ومشاعره، والدراما تشتغل على تنمية هذه الجروح الإنسانية وتوقظها، لما نبتعد عن الجانب الإنساني ونركز على العنف فقط، نفقد القدرة على لمس مشاعر الناس."

 

السينما القديمة.. نموذج للتأثير الحقيقي

واستعاد “فهمي” ذكريات السينما المصرية، معتبرًا أنها كانت أكثر قدرة على تحريك مشاعر الجمهور بصدق وعمق، مضيفًا:"زمان كان المشاهد يخرج من الفيلم وهو ممتلئ بالمشاعر تجاه الشخصيات.. هذا هو دورنا الحقيقي كفنانين، أن نجعل الجمهور يشعر ويشارك الإنسان الذي أمامه عاطفته".

 

 

التكنولوجيا تباعد بين الجمهور والعمل الفني

وحذر حسين فهمي من أن التكنولوجيا قد تكون سلاحًا ذا حدين في المجال الفني، قائلًا إن الإفراط في استخدامها أحيانًا يقلل من التفاعل الإنساني مع العمل الفني: "دخلت التكنولوجيا بقوة وأحيانًا جعلتنا مجرد مشاهدين بعيدين، من غير تفاعل حقيقي، لما نلاقي عملًا دراميًا ينبض بالمشاعر، بنرجع نشوف الإنسان كما هو".

 

الدفاع عن الإنسانية لا يُعد إرهابًا

وفي سياق حديثه، تطرّق حسين فهمي إلى القضايا الإنسانية الراهنة، معبرًا عن استيائه من تشويه صورة الشعوب التي تدافع عن أوطانها، وقال:"ما يحدث في بعض المناطق ليس مجرد حرب بين جيوش، بل أحيانًا إبادة لشعب كامل. من الظلم أن نسمّي من يدافع عن أرضه إرهابيًا. من خلال السوشيال ميديا والدراما، نقدر نعيد الوعي ونكشف الحقائق."

 

رسالة الفنانين: استعادة الضمير الجمعي

وشدد فهمي على أن مهمة الفنانين لا تتوقف عند حدود الترفيه، بل تتعداها إلى إحياء الضمير الإنساني داخل المجتمع:"مهمتنا كصناع للفن أن نروّج للإنسانية، نعيد الإحساس بالآخر، ونستخدم السينما كمنصة تستعيد الضمير والحس الإنساني في المجتمع".

 

مهرجان الجونة.. منصة للفن الإنساني

ويأتي حديث حسين فهمي متوافقًا مع شعار مهرجان الجونة السينمائي الدائم "سينما من أجل الإنسانية"، الذي انطلق عام 2018 ليصبح منصة فنية رائدة في الشرق الأوسط، تجمع بين الفن، الثقافة، والوعي الإنساني.

وتضم دورة هذا العام أكثر من 80 فيلمًا من الروائي الطويل والوثائقي والقصير، جميعها مختارة لقيمتها الفنية والإنسانية، إلى جانب جوائز تصل قيمتها إلى 230 ألف دولار، من بينها جائزة سينما من أجل الإنسانية ونجمة الجونة الخضراء للأفلام التي تطرح قضايا بيئية وإنسانية مؤثرة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق