فى قلب القاهرة العتيقة، وبجوار الجامع الأزهر الشريف، تتزين ساحة مسجد الإمام الحسين لاستقبال آلاف الزائرين ومحبي آل البيت، الذين يحيون الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين، رضى الله عنه، أحد أكبر وأعظم الموالد الدينية فى العالم الإسلامى.
تتوافد الطرق الصوفية ومريدوها من مختلف المحافظات، حاملين الرايات والأناشيد، ليشاركوا فى هذا الاحتفال الذى يجمع بين روح التصوف ودفء المحبة النبوية، وسط أجواء مفعمة بالإيمان والفرح.
الليلة الكبيرة لمولد الإمام الحسين 2025 وأماكن إقامة الاحتفالات
ويشهد المسجد احتفالًا مهيبًا يشارك فيه كبار المنشدين، يتقدمهم الشيخ ياسين التهامى ونجله محمود، والمنشد أمين الدشناوى، فى ليلة يتناغم فيها الذكر والإنشاد وتفيض فيها القلوب حبًا لـ«ابن بنت رسول الله»، صلى الله عليه وسلم.
ويحمل المصريون مكانة خاصة للإمام الحسين، إذ يعتقدون أن رأسه الشريف استقر فى مصر على يد سيدة تُعرف باسم «أم الغلام»، لتصبح القاهرة منذ ذلك الحين مقصدًا لعشاق آل البيت.
ويأتى احتفال هذا العام بطابع مميز بعد الهجوم الذى تعرض له مولد السيد أحمد البدوى فى طنطا، ما جعل الطرق الصوفية تتوحد لإقامة «مليونية فى حب أولياء الله»، تأكيدًا على أن روح التصوف والمحبة ستبقى نابضة فى قلب مصر.
تشهد الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين، رضى الله عنه، مظاهر احتفال مميزة تعكس عمق الارتباط الروحي والعاطفي للمصريين بآل البيت، وتتجلى فيها ملامح التراث الصوفي الشعبي فى أبهى صوره. ومن أبرز المظاهر:
الزحام فى ساحة مسجد الإمام الحسين:
تكتظ الساحة المحيطة بالمسجد بالمحبين والزوّار من مختلف المحافظات، حيث تمتد حلقات الذكر والإنشاد حتى ساعات الفجر.
الموالد الصوفية والخيام:
تنصب الطرق الصوفية خيامها فى محيط المسجد، ويقيم المريدون داخلها حلقات الذكر والمديح، وتُرفع الرايات التى تحمل أسماء الطرق وأعلامها المميزة.
الإنشاد والمدائح النبوية:
تصدح أصوات المنشدين الكبار بمدائح فى حب النبي وآل بيته، ويحيى الحفل هذا العام الشيخ ياسين التهامى ونجله محمود، إلى جانب أمين الدشناوى وعدد من المنشدين المعروفين.
المواكب والكرنفالات الدينية:
تنطلق مواكب الطرق الصوفية من أحياء القاهرة القديمة، يتقدمها المشايخ والمريدون، يحملون الرايات والطبول ويرددون الأذكار فى مشهد مهيب يملأ الشوارع روحًا وبهجة.
الطعام والنذور:
تنتشر موائد الطعام والنذور فى أرجاء الساحة، حيث يقدم الأهالى الوجبات للمشاركين والزوّار طلبًا للبركة وإحياءً لروح الكرم المرتبطة بالمولد.
الطقوس الشعبية والتبرك:
يقصد الزائرون ضريح الإمام الحسين للتبرك والدعاء، فيما يحرص كثيرون على المبيت بالقرب من المسجد حتى صباح اليوم التالى.
الأجواء الأمنية والتنظيمية:
تشارك الأجهزة الأمنية والجهات التنفيذية فى تنظيم حركة الدخول والخروج، وتوفير الخدمات الطبية والإرشادية لضمان سير الاحتفال فى أمان ونظام.
0 تعليق