قال الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، إن مطار سفنكس الدولي أصبح نموذجًا متطورًا يعكس رؤية الدولة في إنشاء مطارات حديثة قادرة على تلبية احتياجات الحركة الجوية والسياحية المتزايدة، مشيرًا إلى أن المطار نال استحسانًا واسعًا من جميع المتعاملين معه خلال الفترة الماضية، سواء من شركات الطيران أو الركاب أو الجهات الخدمية العاملة في المنظومة.
وأضاف الوزير، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في مطار سفنكس الدولي، أن المطار تم تجهيزه وفق أعلى المعايير العالمية في البنية التحتية والخدمات التشغيلية، ليتناسب مع حجم الحركة المتوقعة، خاصة في ظل الموقع الجغرافي المتميز الذي يخدم المناطق السياحية والأثرية في الجيزة والساحل الشمالي والوجه البحري، إلى جانب قربه من العاصمة الإدارية الجديدة والطريق الدائري الإقليمي، ما يمنحه ميزة تنافسية كبيرة في استيعاب حركة الطيران المتنامية.
وأوضح "الحفني" أن الشركة المصرية للمطارات تتابع باهتمام كافة الملاحظات والمقترحات الواردة من المستخدمين والمتعاملين مع المطار، لافتًا إلى أن بعض الشكاوى الطفيفة تركزت حول خدمات النقل ووسائل المواصلات المؤدية إلى المطار، مؤكدًا أنه يجري حاليًا التنسيق مع وزارة النقل لإيجاد حلول سريعة وفعالة لتحسين منظومة المواصلات الخارجية وربط المطار بشبكة نقل حديثة ومتكاملة تسهّل وصول الركاب والعاملين إليه.

وأشار وزير الطيران إلى أن الخطة تشمل أيضًا تطوير المشهد الجمالي والهوية البصرية للمنطقة المحيطة بالمطار بما يتسق مع المستوى الرفيع للخدمات المقدمة داخله، موضحًا أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتكامل الصورة البصرية لجميع المطارات المصرية في إطار استراتيجية شاملة لتوحيد التصميمات ورفع جودة الخدمات المقدمة للركاب.
وفي سياق متصل، كشف "الحفني" عن مناقشة إدراج مطار سفنكس الدولي ضمن قائمة الـ11 مطارًا التي تدرس الحكومة طرح إدارتها وتشغيلها أمام القطاع الخاص بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وذلك بهدف رفع كفاءة التشغيل وتعزيز الاستدامة المالية وتحفيز الاستثمار في قطاع الطيران المدني.
وأضاف أن دخول مطار سفنكس ضمن منظومة الطرح أمام القطاع الخاص يعكس المكانة المتصاعدة التي بات يحتلها المطار في منظومة النقل الجوي المصري، مؤكدًا أن وجوده في هذه المنطقة الحيوية أصبح عامل جذب كبيرا للأنشطة الاستثمارية والسياحية المستقبلية، ويمثل ركيزة رئيسية في خطة الدولة لتنمية غرب القاهرة وربطها بالمناطق السياحية الكبرى في البلاد.
وأوضح الوزير أن المطار يشهد خلال العام الجاري نموًا متسارعًا في حركة الركاب والرحلات، بما يضعه على مقربة من بلوغ كامل طاقته التصميمية، إذ تبلغ قدرته الاستيعابية السنوية نحو 1.2 مليون راكب. ووفقًا لبيانات التشغيل حتى 18 أكتوبر 2025، فقد استقبل المطار 1.034.032 راكب مقارنة بـ852.660 راكب خلال نفس الفترة من عام 2024، بنسبة نمو بلغت 21% في أعداد الركاب.
وفيما يتعلق بعدد الرحلات، سجل مطار سفنكس زيادة ملحوظة في الحركة الجوية، إذ ارتفعت من 6.161 رحلة في عام 2024 إلى 7.299 رحلة خلال عام 2025، بنسبة زيادة بلغت 18%، وهو ما يعكس ارتفاع الطلب على المطار، سواء من قبل شركات الطيران المنتظمة أو العارضة، وكذلك إدراج خطوط جديدة أو زيادة تواتر الرحلات القائمة.

وأكد وزير الطيران المدني أن هذه الأرقام تعكس ثقة شركات الطيران والمسافرين في جودة الخدمات المقدمة داخل المطار، الذي أصبح واحدًا من أهم المطارات الجاذبة لحركة الطيران العارض والسياحي، لا سيما في مواسم الذروة والعطلات الرسمية. كما يشكل مطار سفنكس محورًا لوجستيًا مهمًا لدعم السياحة الوافدة إلى القاهرة الكبرى والمناطق الأثرية في الجيزة وسقارة والفيوم.
واختتم الدكتور سامح الحفني كلمته بالتأكيد على أن الوزارة مستمرة في تطوير منظومة المطارات المصرية وفق استراتيجية متكاملة، تشمل التوسع في المشروعات الحديثة، وتحسين كفاءة التشغيل، وتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة، بما يعزز من مكانة مصر كمركز محوري للطيران في المنطقة، ويجعل من مطار سفنكس نموذجًا يحتذى به في التخطيط والتشغيل المستدام.
0 تعليق