في الصباح الباكر أمام محكمة جنايات القاهرة، تتكرر المشاهد اليومية ذاتها: سيارات الترحيلات تصطف تباعًا، وجوه شاحبة خلف القضبان تترقب مصيرها، وأعين الأهالي تبحث عن لحظة طمأنينة بين صفوف الأمن المنتشر في محيط المحكمة، بينما يتسابق المحامون في أروقة القاعة حاملين الأرواب السوداء استعدادًا للجلسات.
وسط هذا المشهد، نظرت المحكمة إحدى الجلسات التي جمعت متهمين في قضيتي مخدرات مختلفتين، انتهت إحداهما بفرحة عارمة، والأخرى بانكسارٍ موجع. أحد المتهمين نال حريته بعد أن قضت المحكمة ببراءته، بينما كان نصيب الآخر حكمًا بالمؤبد وتغريمًا ماليًا كبيرًا.
ففي القضية الأولى، قضت محكمة جنايات القاهرة ببراءة شاب يُدعى سعد، 35 عامًا، من تهمة الاتجار في المواد المخدرة بمنطقة المطرية، بعد أن تبين للمحكمة ضعف الأدلة الموجهة ضده، وعدم كفاية التحريات لإدانته. لحظة النطق بالحكم عمّت الفرحة قاعة المحكمة، وتعالت الزغاريد من أسرته التي لم تصدق أن نجلها سيغادر القفص الحديدي حرًّا بعد أشهر طويلة من المعاناة.
أما في القفص المجاور، فكان المشهد مختلفًا تمامًا، إذ قضت المحكمة ذاتها بمعاقبة المتهم عادل محمد، عاطل، بالسجن المؤبد وتغريمه 100 ألف جنيه، بعد إدانته بالاتجار في المواد المخدرة وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص. فقد كشفت تحريات المباحث وتقرير المعمل الكيماوي أن المتهم كان بحوزته 20 قطعة حشيش و3 علب ترامادول، بالإضافة إلى سلاح ناري تم ضبطه أثناء المداهمة.
ومع نطق القاضي بالحكم، تحولت القاعة إلى مشهد متناقض بين الدموع والزغاريد؛ أسرة تحتضن نجلها فرحًا ببراءته، وأخرى تنهمر دموعها حزنًا على مصير مؤبد سيقضي به ابنها خلف القضبان.
هكذا تظل قاعات الجنايات شاهدة على حكايات متشابكة، فيها من الأمل ما يعادل الألم، ومن العدالة ما يعيد التوازن بين الحرية والعقاب.
الداخلية: ضبط سائق أشهر سلاحًا من نافذة سيارته في سوهاج
نجحت أجهزة وزارة الداخلية في كشف ملابسات مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر خلاله أحد الأشخاص يقوم بإشهار سلاح آلي من نافذة سيارة أثناء سيرها بدائرة مركز دار السلام في محافظة سوهاج، في مشهد أثار استياء المواطنين.
وبتتبع المقطع وإجراء التحريات اللازمة، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية قائد السيارة وضبطه، وتبين أنه سائق مقيم بدائرة المركز، كما تم ضبط السيارة المستخدمة في الواقعة، وتبيّن أنها سارية التراخيص.
وبمواجهة المتهم، أقرّ بارتكاب الواقعة، وأرشد عن السلاح الذي ظهر في الفيديو، مؤكدًا أنه لم يقصد تهديد أحد وإنما كان يتباهى به دون وعي بخطورة ما فعله.
واتخذت الجهات الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة، وأُحيل المتهم إلى النيابة العامة للتحقيق.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها، أنها تواصل جهودها لرصد وضبط كل من يحاول إثارة الذعر بين المواطنين أو الإخلال بالأمن العام عبر سلوكيات غير مسؤولة، مشددة على تطبيق القانون بكل حزم ضد أي تجاوز يهدد سلامة المجتمع.
0 تعليق