قال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب، إن العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل منذ ظهر اليوم تعد "محطة اختبار جديدة" لاتفاق وقف إطلاق النار القائم في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف منذ اليوم الأول للاتفاق.
وأوضح حرب، أن هذه الانتهاكات شملت "عدم التزام إسرائيل بفتح معبر رفح"، إلى جانب "استمرار عمليات القتل ضد المدنيين الفلسطينيين داخل القطاع"، وإن كانت بوتيرة أقل مقارنة بالأشهر الماضية.
توقعات بوقف العمليات خلال ساعات
ورجح حرب، أن تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الليلة أو صباح الغد، قائلًا إن "الضغوط الدولية التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب الوساطة المصرية والقطرية، ستدفع نحو استئناف الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن هذه الجهود تهدف إلى "استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، المتعلقة بتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية، تمهيدًا لفتح الباب أمام مفاوضات المرحلة الثانية المرتبطة بإدارة قطاع غزة والملف الأمني".
المرحلة الثانية: إدارة غزة وضبط السلاح
أشار حرب إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستركز على "إعادة ضبط الأوضاع الأمنية داخل القطاع"، بما في ذلك "تنظيم وجود السلاح لدى الفصائل والمجموعات المسلحة الفلسطينية"، وذلك في إطار ترتيبات تُمهد لعملية إعادة الإعمار واستئناف المسار السياسي.
تصريحات كوشنر وتباين المسارات
وتطرق المحلل السياسي إلى تصريحات جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، والتي دعا فيها إلى "صيغة جديدة لإدارة قطاع غزة بعيدًا عن حركة حماس"، معتبرًا أن هذه التصريحات "تعكس وجود خلاف جوهري بين المسارين القائمين حاليًا".
وقال حرب إن "المسار الأول هو الذي يدفع نحوه بنيامين نتنياهو، ويهدف إلى فرض الهيمنة والسيطرة الإسرائيلية على القطاع"، بينما "المسار الثاني تتبناه الدول العربية والإسلامية، ويقوم على إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة باعتبارها الخيار المقبول دوليًا لإدارة المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار".
نحو مسار سياسي محدد بزمن
وختم جهاد حرب تصريحه بالتأكيد على أن الاتجاه العام الذي تدعمه الدول العربية في المحافل الدولية هو "تكريس مسار سياسي موثوق يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية"، استنادًا إلى قرارات جامعة الدول العربية ومؤتمر نيويورك الأخير، الذي دعا إلى "تحديد سقف زمني واضح لتطبيق حل الدولتين، وتفادي بقاء المرحلة الانتقالية في غزة بلا نهاية محددة".
0 تعليق