اللواء أسامة كبير: مصر تتحرك بخطة واضحة لإعادة إعمار غزة رغم العرقلة الإسرائيلية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد اللواء د. أسامة كبير، المستشار بكلية القادة والأركان، أن مصر كانت السباقة في طرح مبادرة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القمة التي استضافتها القاهرة في مارس الماضي جاءت تحت عنوان «إيقاف الحرب على غزة وإعادة الإعمار والتعافي السريع»، ووضعت تصورًا واضحًا بتكلفة تقديرية بلغت نحو 53 مليار دولار.

وأوضح خلال لقاء ببرنامج "السادسة"، المذاع على قناة "الحياة"، أن المقترح المصري عرض على منظمة التعاون الإسلامي، لكنه واجه تحفظات من بعض الأطراف قبل أن تضطر لاحقًا إلى الاعتراف بجدواه، مشددا على أن كل مفردات المبادرة وصياغتها كانت «مصرية خالصة»، وأن القاهرة ما زالت تتحرك بنفس الرؤية السياسية والإنسانية لتحقيق التعافي في القطاع.

وأوضح اللواء كبير أن التطورات الميدانية الأخيرة في غزة تنذر بالخطر، لافتًا إلى أن إسرائيل أعلنت انسحابها من الخط الأزرق إلى ما يُعرف بـ«الخط الأصفر» بمحاذاة شارع صلاح الدين، لتبقي بآلتها العسكرية على نحو 53% من مساحة القطاع.

 وأضاف أن هذا الانتشار الإسرائيلي بحجة «تأمين إخراج الجثامين» لا يعدو كونه ذريعة لمواصلة القصف، موضحًا أن الهجمات التي وقعت خلال اليومين الماضيين في شرق غزة ومخيم المغازي أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيًا بينهم أطفال دون مبرر. 

وأشار إلى أن هذه الاعتداءات تمثل تكرارًا لسيناريو كسر الهدنة كما حدث في مارس الماضي، ما يعرقل مساعي الإعمار ويطيل أمد المعاناة الإنسانية.

ولفت اللواء كبير إلى أن حركة حماس بررت بعض الحوادث الأخيرة بأنها ناتجة عن مجموعات «انقطع الاتصال بها»، بينما تواصل إسرائيل ترويج رواية «الحدث الأمني» لتبرير القصف، مؤكدًا أن مثل هذه الذرائع تهدف إلى خلط الأوراق وإفشال أي تقدم نحو التهدئة أو إعادة الإعمار.

واعتبر اللواء أسامة كبير أن خطاب بنيامين نتنياهو الأخير في الكنيست حمل مؤشرات خطيرة بشأن مستقبل الصراع، خاصة مع إشادته المباشرة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا له: «لم يأتِ رئيس مثلك ولن يأتي». 
وأوضح أن نتنياهو شكر ترامب على اعترافه بالقدس والجولان وعلى دعمه لضم (الضفة الغربية)، مؤكدًا أن هذا الخطاب يُلغي عمليًا حدود الرابع من يونيو 1967 ويمهد لترسيخ الاحتلال.

وأضاف اللواء كبير أن خطاب ترامب المقابل كان صادمًا، حيث تحدث صراحة عن تزويد إسرائيل بـ«أسلحة فتاكة» واستخدم تعبيرًا خطيرًا حين قال لنتنياهو: «اقتُل اقتُل اقتُل»، وهي – بحسب اللواء – زلة لسان تكشف ذهنية الإبادة التي تُدار بها الحرب ضد الفلسطينيين، مؤكدا أن ترامب في ختام كلمته: «نحن معكم دائمًا وإلى الأبد»، وهو ما اعتبره اللواء رسالة مباشرة بأن الدعم الأمريكي لتل أبيب «غير مشروط ولا محدود».

وشدد على أن تلاقي الخطابين الأمريكي والإسرائيلي يعيد للأذهان فكرة «الشرق الأوسط الجديد» التي يجري العمل على إحيائها في الخفاء، مؤكدا أن مصر وحدها ما زالت تتحرك وفق رؤية واضحة تستهدف وقف الحرب، تثبيت الاستقرار، وإطلاق عملية إعادة الإعمار من منطلق إنساني وسيادي يحفظ للفلسطينيين حقهم في الحياة والعودة والكرامة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق