مهرجانا بورسعيد والجونة يخلدان ذكرى مدير التصوير الراحل تيمور تيمور

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم رحيله المفاجئ والمؤلم قبل أشهر، ما زال اسم تيمور تيمور حاضرًا بقوة في المشهد الفني المصري، فمدير التصوير المبدع الذي غادر الحياة غرقًا في أغسطس الماضي، يُكرَّم اليوم في أكثر من فعالية ومهرجان فني، وكأن رحيله لم يكن سوى بداية فصل جديد من تخليد أثره في الذاكرة السينمائية.

كانت البداية من مهرجان بورسعيد السينمائي، الذي أطلق جائزة خاصة تحمل اسم “جائزة تيمور تيمور لأفضل مدير تصوير”، تخليدًا لعطائه وإبداعه الفني. 

وشهد حفل ختام الدورة الأولى من المهرجان حضور أسرته وعدد كبير من أصدقائه وزملائه في الوسط السينمائي الذين عبّروا عن تقديرهم الكبير له، وتحدثوا عن روحه المخلصة وحبه الشديد للمهنة.

ولم يتوقف التكريم عند بورسعيد، إذ احتفى مهرجان الجونة السينمائي الدولي بذكراه خلال حفل افتتاح دورته الثامنة، حيث ظهرت صورته على الشاشة ضمن فقرة “تحية لروح من رحلوا في 2025”، وسط تصفيق وتأثر واضح من الحضور الذين استعادوا من خلال تلك اللحظة الإنسانية جمال أعماله وبصمته الفريدة في عالم الصورة.

مسيرة تيمور تيمور كانت استثنائية بكل المقاييس، حيث تخرج في معهد السينما، لكنه لم ينتظر التخرج ليبدأ، بل انطلق خلال سنوات دراسته في تنفيذ مشاريع مستقلة أظهرت موهبته المبكرة. 

وسرعان ما برز اسمه كأحد أبرز مديري التصوير الشباب في مصر، وشارك في أعمال أثارت إعجاب الجمهور والنقاد على حدٍ سواء.

من أبرز أعماله مسلسل "جودر" بجزأيه (2024 و2025)، والذي كان آخر أعماله وأحد أهم نجاحاته، حيث شارك فيه أيضًا كممثل في دور شرفي. 

كما ترك بصمة لافتة في مسلسلات "رسالة الإمام" و"جراند أوتيل"، إلى جانب مشاركته في أفلام مهمة مثل "رمسيس باريس" و"الديزل" وريجاتا"، فضلًا عن عمله في تصوير أفلام خالدة كـ "إبراهيم الأبيض" و"على جثتي".

لكن موهبة تيمور لم تتوقف خلف الكاميرا، إذ برع أيضًا كممثل، وقدم أدوارًا مميزة في أعمال مثل "الجامعة" و"الحاسة السابعة" و"بعد الموقعة"، ما كشف عن طاقته الإبداعية المتعددة وشغفه بالفن من كل زواياه.

ورغم المسيرة الثرية التي لم تكتمل، إلا أن الطريقة التي رحل بها تيمور تركت أثرًا عميقًا في النفوس، فقد توفي أثناء محاولته إنقاذ نجله من الغرق أثناء إجازة صيفية في رأس الحكمة. نجح في إنقاذ ابنه، لكنه فقد حياته بعد لحظات، في مشهد بطولي وإنساني يجسّد عمق الأبوة ونبل التضحية.

رحل تيمور تيمور جسدًا، لكنه باقٍ بأعماله، وبمشاعر من عرفوه عن قرب، وبكل لحظة ضوء التقطتها كاميراه وخلدها على الشاشة. 

ولم يكن مجرد مدير تصوير، بل فنانًا آمن بأن الصورة قادرة على قول ما تعجز عنه الكلمات، وأن الفن الحقيقي لا يموت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق