بريطانيا تقترح نموذج أيرلندا الشمالية لتهدئة الأوضاع ونزع سلاح حماس بغزة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ذكرت وكالة أسوشيتد برس السبت أن المملكة المتحدة تحاول استلهام الدروس من تجربة عملية السلام في أيرلندا الشمالية خلال التسعينيات، للمساهمة في إنجاح وقف إطلاق النار الهش في غزة، بعد حرب مدمرة استمرت عامين بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، وأسفرت عن دمار واسع وخسائر بشرية فادحة.

وأفادت أسوشيتد برس في تقرير مطول بأن التجربة الأيرلندية قد تقدم نموذجًا يمكن أن يسهم في تهدئة الوضع المتوتر في غزة، رغم اختلاف السياقات والظروف السياسية بين المنطقتين.

وقالت: إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد هذا الأسبوع استعداد بلاده "للقيام بدور رئيسي في نزع سلاح حماس وقدراتها"، مستندًا إلى تجربة بلاده السابقة في نزع سلاح الجيش الجمهوري الأيرلندي بعد اتفاق السلام عام 1998.

وأضافت: أن شخصيتين بارزتين من عملية السلام الأيرلندية، وهما رئيس الوزراء الأسبق توني بلير ورئيس أركانه السابق جوناثان باول، "عادا إلى الواجهة الدولية، بعد مشاركتهما في محادثات مع الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن مستقبل غزة".

خطة ترامب.. غموض حول المسار السياسي

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تتركز على ترتيبات وقف النار وإعادة الإعمار، لكنها لا تتناول جذور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد منذ عقود، كما لا تحدد مسارًا واضحًا نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما تعتبره أطراف دولية الطريق الوحيد لتحقيق سلام دائم.

وأوضحت الوكالة أن الخطة تدعو حركة حماس إلى نزع سلاحها، وهو مطلب ترفضه الحركة التي أبدت فقط استعدادها لتسليم بعض الأسلحة إلى جهة فلسطينية أو عربية، مشيرة إلى تشابه هذا الموقف مع ما واجهته لندن أثناء سعيها لإقناع الجيش الجمهوري الأيرلندي بالتخلي عن ترسانته.

تشابه التجارب واختلاف السياقات

وقالت الوكالة: إن هناك أوجه شبه في عملية نزع السلاح بين أيرلندا الشمالية وغزة، لكن حجم الدمار ومستوى الكراهية في القطاع الفلسطيني يفوق ما شهدته أيرلندا الشمالية خلال عقود "الاضطرابات".

ونقلت عن كريستيان براون، المحاضر السياسي بجامعة أولستر في بلفاست، قوله: إن "مستوى التحدي في الشرق الأوسط هائل. لم يكن مستوى المرارة، والشعور بالتهديد المباشر، ومستويات الدمار (في أيرلندا الشمالية) كارثيًا كما حدث في غزة".

وأضاف براون في الوقت ذاته: "أن الصبر والبراغماتية كانا عنصرين حاسمين في نجاح التجربة الأيرلندية".

وأضافت أسوشيتد برس أن اتفاقية "الجمعة العظيمة" عام 1998 أنهت ثلاثة عقود من العنف، عبر عملية نزع سلاح طويلة خضعت لإشراف لجنة دولية مستقلة، وأفضت إلى مشاركة جماعات كانت مسلحة في العملية السياسية.

الدرس الأبرز..الشمول لا الإقصاء

وقالت الوكالة إن أبرز دروس التجربة الأيرلندية هو "شمول جميع الأطراف في العملية السياسية، حتى أولئك الذين تورطوا سابقًا في أعمال عنف".

ونقلت عن بيتر ماكلولين، المحاضر بجامعة كوينز في بلفاست، قوله إن "إشراك المتورطين في العنف وتوجيههم نحو مسارات ديمقراطية كان مفتاح نجاح عملية السلام في أيرلندا الشمالية"، محذرًا من أن استبعاد حركة حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007، من أي ترتيبات سياسية قادمة في غزة قد يعقد جهود الاستقرار.

قال ماكلولين: "إذا كان هناك درس عام من نجاح أيرلندا الشمالية، فهو أن العملية الشاملة نجحت - وأعني أنها شاملة بكل معنى الكلمة، لجميع الأطراف المختلفة، حتى المسلحين".

وأضاف: "حماس مُستبعدة من العملية السياسية، ومن المتوقع أن تتخلى عن سلاحها. لا أعرف مدى إمكانية تحقيق ذلك".

عودة الوجوه القديمة إلى الواجهة

وأضافت الوكالة أن “تلميح ستارمر إلى خبرة المملكة المتحدة في مراقبة اتفاقات وقف إطلاق النار”، يشير إلى إنجازات بلير وباول، اللذين لعبا أدوارًا محورية في عمليات السلام السابقة.

وذكرت أن ترامب صرح بأن بلير، الذي تولى رئاسة الوزراء بين عامي 1997 و2007، مرشح محتمل لعضوية "مجلس السلام" المقترح للإشراف على إعادة إعمار غزة، رغم الجدل المحيط بدوره في غزو العراق عام 2003.

وأوضحت الوكالة أن بلير يمتلك خبرة طويلة في ملفات الشرق الأوسط، حيث عمل مبعوثًا للجنة الرباعية الدولية لثماني سنوات، فيما يشغل باول حاليًا منصب مستشار الأمن القومي في حكومة ستارمر وشارك في القمة التي استضافها ترامب في مصر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق