قالت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر، إن الدعم المصري لقطاع غزة لم يتوقف منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة، موضحة أن الاستجابة بدأت رسميًا في 8 أكتوبر 2023، مع انطلاق أول قافلة مساعدات إنسانية إلى القطاع، ومنذ ذلك الحين تواصل مصر عبر مؤسساتها المختلفة إرسال المساعدات دون انقطاع، ليصل إجمالي ما تم تقديمه إلى أكثر من 580 ألف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية.
الجهود الوطنية
وأضافت "إمام"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه المساعدات تمثل واحدة من أكبر عمليات الإغاثة في تاريخ العمل الإنساني المصري، حيث تضمنت 70% مواد غذائية متنوعة من سلع أساسية وسلاسل إمداد متكاملة، و30% مساعدات أخرى شملت الأدوية والمستلزمات الطبية ووقود السولار اللازم لتشغيل المرافق الحيوية داخل غزة، وتم تمريرها عبر معبري رفح وكرم أبو سالم في ظل ظروف ميدانية بالغة التعقيد.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر كان في قلب هذه الجهود الوطنية منذ اليوم الأول، بصفته الآلية الوطنية المعتمدة لتنسيق وإدارة المساعدات الموجهة إلى غزة، موضحة أن فرق الهلال الأحمر تعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع نظيره الفلسطيني والمنظمات الدولية لتأمين تدفق المساعدات وضمان وصولها إلى مستحقيها داخل القطاع.
وفيما يتعلق بمبادرة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، أوضحت الدكتورة آمال إمام، أن هذه المبادرة شكلت نقطة تحول مهمة في حجم ونوعية الدعم المصري، إذ أطلق الهلال الأحمر 46 قافلة إغاثية متتالية منذ 27 يوليو الماضي وحتى الآن، محملة بأكثر من 45 ألف طن من المساعدات.
وبينت أن القوافل تضمنت سلال غذائية متكاملة، ودقيق، وخبز طازج، وألبان أطفال، وخيام، وأدوية، ومستحضرات طبية، وسولار لتشغيل المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه.
وأوضحت أن 90% من محتوى تلك القوافل كان مساعدات غذائية نظرا لما يواجهه القطاع من أزمة حادة في الغذاء، حيث جرى إرسال أكثر من مليوني سلة غذائية، و400 ألف جوال دقيق، وآلاف الأكياس من الخبز الطازج، إلى جانب كميات كبيرة من ألبان الأطفال، التي حظيت بأولوية خاصة لدعم الفئات الأكثر هشاشة.
ولفتت إلى أن الجهود الإغاثية التي تقوم بها مصر تأتي تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، التي وضعت الدعم الإنساني للفلسطينيين على رأس أولوياتها، مشيرة إلى أن الدولة لم تكتفِ بإرسال المساعدات، بل عملت أيضا على فتح ممرات الإغاثة واستقبال الجرحى والمصابين، مع تنسيق متكامل بين أجهزة الدولة لتيسير دخول المساعدات عبر المعابر.
وأضافت "إمام" أن الجهود المصرية امتدت إلى الساحة الدبلوماسية والسياسية؛ حيث لعبت مصر دورا محوريا في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وحقن دماء الأبرياء، لافتة إلى أن هذا الموقف يعكس المكانة التاريخية لمصر في دعم القضية الفلسطينية والوقوف الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر يواصل عمله اليوم وفق خطة استجابة إنسانية شاملة للفترة المقبلة، تهدف إلى استمرار تدفق المساعدات، وتعزيز الجاهزية اللوجستية، وتوسيع نطاق الدعم ليشمل جهود إعادة التأهيل والتعافي المبكر داخل القطاع، بالتعاون مع المؤسسات الدولية والشركاء المحليين.
ونوهت بأن الجمعية تعمل على رفع كفاءة فرقها الميدانية والمتطوعين، وتطوير مراكزها اللوجستية المنتشرة في المحافظات الحدودية؛ لضمان التحرك الفوري في أي وقت تتطلبه الظروف، مشددة على أن فرق الهلال الأحمر باتت تمتلك خبرة كبيرة في إدارة الأزمات الإنسانية الكبرى.
وأعربت الدكتورة آمال إمام، عن اعتزازها بجميع المتطوعين والعاملين في الهلال الأحمر المصري الذين شاركوا في إعداد وتفويج القوافل الإغاثية إلى غزة، لافتة إلى أن تلك الجهد الجماعي يعكس روح التضامن الإنساني المتجذرة في الشعب المصري، الذي لم يتأخر يومًا عن دعم أشقائه في أوقات المحن.
وقالت: منذ اندلاع الأزمة ونحن نعمل دون توقف، فواجبنا الإنساني والوطني يحتم علينا الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني. نحن لا نقدم مساعدات فحسب، بل نقدم رسالة تضامن حقيقية نابعة من وجدان المصريين جميعًا، الذين يشعرون أن ما يصيب غزة يصيبهم.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر سيظل ملتزما بمبادئ العمل الإنساني من حياد واستقلال وشفافية، وسيواصل أداء رسالته بدعم الشعب الفلسطيني حتى تعود الحياة إلى طبيعتها داخل القطاع، لافتة إلى أن هذه الجهود جزء لا يتجزأ من دور مصر الإنساني والقيادي في المنطقة، القائم على دعم السلام وحماية الإنسان دون تمييز.
وأضافت:"سنبقى على العهد، نمد يد العون لكل محتاج، ونعمل بكل طاقتنا لتخفيف المعاناة عن أهلنا في غزة، لأن مصر كانت وستظل دائما قلب العروبة النابض الذي يحمل رسالة إنسانية لا تتغير مهما كانت التحديات".
0 تعليق