إعلان شرم الشيخ للسلام

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بتوقيعات قادة الولايات المتحدة ومصر، قطر وتركيا، بهذا الترتيب، انتهى «إعلان شرم الشيخ للسلام»، الذى سماه البيت الأبيض «إعلان ترامب من أجل السلام والازدهار الدائم»، والذى أعرب فيه القادة الأربعة، عن ترحيبهم بالالتزام التاريخى الحقيقى، وتنفيذ جميع الأطراف للاتفاق الذى أنهى أكثر من عامين من المعاناة العميقة والخسائر الفادحة، لتفتح فصلًا جديدًا للمنطقة عنوانه الأمل والأمن والرؤية المشتركة للسلام والازدهار، مؤكّدين أن التقدّم الحقيقى يتحقق باستمرار التعاون والحوار.

استهدافًا لتكريس مسار السلام فى منطقة الشرق الأوسط وإنهاء الحرب فى قطاع غزة والتوصل إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، وبناءً على مبادرة مصرية أمريكية، استضافت مصر، الإثنين الماضى، «قمة شرم الشيخ للسلام»، وخلالها أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن مصر دشنت مسار السلام بالمنطقة، فى نوفمبر عام ١٩٧٧، عندما أقدم الرئيس أنور السادات، رحمه الله، بخطى ثابتة، غير مسبوقة، فى تاريخ المنطقة، وبادر بزيارة تاريخية إلى القدس، موضحًا أن مصر أطلقت، منذ تلك اللحظة، عهدًا جديدًا، أهدى الأجيال اللاحقة فرصة للحياة، وأثبت أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط. 

تركَّزت أعمال القمة على الدعم المطلق لاتفاق شرم الشيخ، الذى أنهى الحرب فى قطاع غزة، والذى تم توقيعه فى ٩ أكتوبر الجارى، بوساطة مصر والولايات المتحدة وقطر. كما شهدت القمة، كذلك، مراسم توقيع قادة الدول الوسيطة على وثيقة لدعم هذا الاتفاق، مع التشديد على ضرورة البدء فى التشاور حول سبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة الرئيس ترامب للتسوية، بدءًا من المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الأمن، وإعادة إعمار قطاع غزة، وانتهاءً بالمسار السياسى لتسوية القضية الفلسطينية.

مجددًا، أعادت مصر التأكيد، بلسان رئيسها، ومعها الدول العربية والإسلامية الشقيقة، على أن السلام يظل خيارنا الاستراتيجى، وأن التجربة أثبتت على مدار العقود الماضية أن هذا الخيار لا يمكن أن يتأسس إلا على العدالة والمساواة فى الحقوق. وطبقًا للمذكرة الرئاسية الصادرة عن البيت الأبيض، مساء الإثنين، رحّب القادة الأربعة الموقعون على «إعلان شرم الشيخ للسلام»، بالتقدّم الذى تم إحرازه فى إرساء ترتيبات سلام شاملة ومستدامة فى قطاع غزة، وتعهّدوا بالعمل الجماعى لتنفيذ هذه الترتيبات والحفاظ عليها، وبناء المؤسسات التى ستشكّل الأساس الذى يمكن للأجيال القادمة أن تزدهر عليه، معًا، فى سلام. 

أكد القادة، كذلك، التزامهم بإنهاء النزاعات المستقبلية، من خلال التفاوض والحلول الدبلوماسية، بدلًا من اللجوء إلى القوة العسكرية. وأقروا بأن منطقة الشرق الأوسط لا يمكنها أن تتحمّل استمرار الحروب المديدة أو المفاوضات المتعثرة أو التطبيق الجزئى، أو الانتقائى، للاتفاقيات الناجحة. كما طالبوا بأن تكون المآسى التى شهدناها خلال السنتين الماضيتين تذكيرًا عاجلًا بأن الأجيال القادمة تستحق أفضل من إخفاقات الماضى. وقالوا إنهم يطمحون إلى تحقيق التسامح والكرامة وتكافؤ الفرص لكل إنسان، لضمان أن تكون هذه المنطقة مكانًا يستطيع فيه الجميع السعى نحو تحقيق طموحاتهم فى سلام وأمن وازدهار اقتصادى، بغضّ النظر عن العرق أو الدين أو الأصل. وتعهدوا بأن يواصلوا سعيهم نحو رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك فى المنطقة، تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك.

.. وتبقى الإشارة إلى أن مصر تقدمت بالشكر والتقدير للقادة الذين شاركوا فى القمة، ورحبت بالمشاركة رفيعة المستوى، مؤكدة أنها ستستمر فى التعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إغلاق هذا الفصل المؤلم من تاريخ الشرق الأوسط والعالم، الذى فقدت فيه البشرية الكثير من إنسانيتها، وفقدت فيه المنظومة الدولية القائمة على القواعد الكثير من مصداقيتها. كما أكدت الدولة المصرية، التى غرست نبتة السلام فى المنطقة منذ حوالى نصف قرن، أنها لن تألو جهدًا للحفاظ على الأفق الجديد، الذى وُلد بمدينة السلام، شرم الشيخ، متعهدة بأن تواصل العمل على معالجة جذور عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، وعلى رأسها غياب التسوية للقضية الفلسطينية، وصولًا إلى تحقيق السلام الشامل والعادل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق