بدأت فعاليات صالون سلوى بكر الثقافي بمقر جريدة الدستور في الدقي، تحت عنوان لافت هو «ملابس المصريين بين الماضي والحاضر»، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث والهوية الثقافية.
في مستهل اللقاء، أوضحت الكاتبة والروائية سلوى بكر، أن موضوع الملابس يحمل تراكمًا معرفيًا هائلًا عبر العصور، إذ يعدّ اللباس أحد أهم المظاهر التي تعكس تطور الإنسان وحضارته. وقالت: «الإنسان يولد عاريًا، لكنه عبر التاريخ اضطر إلى ابتكار فكرة الملابس، لتتحول مع الوقت إلى مظهر من مظاهر الوعي والهوية».
وأضافت بكر، أن دراسة تطور الأزياء تكشف الكثير عن المجتمعات التي أنتجتها، وعن منظومة القيم والمعتقدات التي كانت تحركها، موضحة أن الأزياء لم تكن مجرد وسيلة للتدفئة أو الزينة، بل تعبيرًا عن البيئة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية. فملابس سكان المناطق الحارة تختلف تمامًا عن أزياء الشعوب التي تعيش في المناخات الباردة، وهو ما يظهر بوضوح في التاريخ القديم والحديث.
وأشارت بكر إلى أن الرحالة ابن فضلان وصف في رحلته إلى الشمال الأوروبي كيف كان السكان هناك يتبادلون الفرو فيما بينهم بسبب قسوة المناخ، وأن الاكتشافات الأثرية الحديثة في الدول الإسكندنافية – مثل النرويج والسويد – أثبتت وجود عملات إسلامية قديمة، مما يؤكد عمق التواصل التجاري والثقافي بين الشرق والغرب منذ قرون طويلة.
واختتمت بكر حديثها بالتأكيد على أن دراسة تاريخ الملابس ليست مجرد بحث في الموضة، بل في تاريخ الإنسان ذاته، إذ تعكس الأزياء كيف تعامل البشر مع الطبيعة والمجتمع والدين، وكيف تحولت الملابس من وسيلة للبقاء إلى رمز للهوية والانتماء.
يذكر أن، صالون سلوى بكر الثقافي يسعى إلى إحياء الحوار الثقافي الجاد، وفتح مساحات للنقاش حول قضايا الفكر والتراث والهوية المصرية، من خلال لقاءات أسبوعية تجمع بين الأدب والفن والتاريخ، في محاولة لربط الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل.
0 تعليق