قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته: "إن يوم الإثنين يمثل يومًا جيدًا للسلام والاستقرار"، في إشارة إلى وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل للمشاركة في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والإفراج عن عدد من الرهائن.
وأضاف روته، في كلمته أمام الدورة الحادية والسبعين للجمعية البرلمانية للناتو المنعقدة في العاصمة السلوفينية ليوبليانا: "إن هذا الحدث يمثل أنباء سارة نأمل أن تمتد آثارها إلى أوروبا أيضًا، فالسلام في الشرق الأوسط يفتح آفاقًا إيجابية لتحقيق الأمن والاستقرار في مناطق أخرى من العالم".
واستهل الأمين العام كلمته بتكريم اللورد "كامبل" الذي خدم في الجمعية البرلمانية للناتو لأكثر من ثلاثة عقود، واصفًا إياه بأنه "كان من أبرز المدافعين عن الروابط عبر الأطلسي وعن مبادئ الحلف".
وأشار إلى أن الحلف خرج من قمة لاهاي الأخيرة أكثر قوة وعدلًا وفعالية، في مواجهة تنسيق متزايد بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران في محاولة لإعادة تشكيل النظام العالمي، وقال: "روسيا تخصص 40% من ميزانيتها للاقتصاد الحربي، وتنتج هذا العام وحده نحو 1500 دبابة و3000 عربة مدرعة ومئات من صواريخ إسكندر".
وأكد روتّه أن الحلفاء ملتزمون الآن بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بحيث يقترب إنفاق أوروبا وكندا من مستوى الولايات المتحدة، مضيفًا أن الإنصاف في المساهمة "يجعلنا جميعًا أكثر أمنًا".
وأوضح أن الحلف يعمل على تسريع الإنتاج الدفاعي لضمان جاهزية القوات في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، مع تجديد الدعم المستمر لأوكرانيا كي تتمكن من الدفاع عن نفسها وردع أي عدوان روسي جديد في المستقبل.
وأشار إلى أن الناتو أطلق مؤخرًا مبادرة جديدة لدعم أوكرانيا تُعرف باسم "قائمة الأولويات الأوكرانية" (PURL)، التي مكّنت من إرسال معدات عسكرية بقيمة ملياري دولار في غضون شهرين فقط، موضحًا أن هذا الدعم "لا يبقي أوكرانيا في المعركة فحسب، بل ينقذ الأرواح أيضًا".
وحذّر روته من أن العالم يعيش مرحلة خطيرة، حيث "لم تعد التهديدات بعيدة عن حدودنا"، لافتًا إلى أن صواريخ روسيا الجديدة يمكن أن تصل إلى العواصم الأوروبية خلال دقائق، وأن الهجمات السيبرانية وتخريب البنى التحتية تحت البحر أصبحت تهديدات يومية.
وكشف عن أن الحلف أطلق خلال 36 ساعة من اختراق الطائرات الروسية للأجواء البولندية الشهر الماضي عملية "الحارس الشرقي" (Eastern Sentry)، لتعزيز الانتشار الجوي والبري والبحري في الجناح الشرقي، مشيرًا إلى أن العملية تهدف إلى "تزويد الحلف بالمرونة والقدرات اللازمة للتعامل مع التهديدات الحديثة مثل الطائرات المسيّرة".
وأكد أن وزراء دفاع الناتو سيجتمعون هذا الأسبوع لمناقشة سبل تعزيز الردع والإنتاج الدفاعي وتنفيذ أهداف الإنفاق الجديدة، مضيفًا: "علينا ألا نقلل من خطر روسيا، ولكن لا ينبغي أيضًا أن نبالغ في تقدير قدراتها".
وقال: "إن روسيا تكبّدت خسائر بشرية هائلة تجاوزت مليون قتيل وجريح منذ بداية الحرب على أوكرانيا، والجيش الروسي فشل في تحقيق أهدافه رغم إنفاقه الضخم، وإن وجوده في البحر المتوسط أصبح شبه منعدم".
واتهم موسكو بشن "حملة سرية لتقويض المجتمعات الأوروبية"، من خلال عمليات تخريب وتفجير طرود مفخخة، وهجمات إلكترونية وتجسسية استهدفت البنية التحتية والقطاعات الحيوية، مؤكدًا أن الدفاع عن "الداخل والجبهة الأمامية أصبحا الآن جبهة واحدة".
واختتم روته كلمته بدعوة البرلمانيين في الدول الأعضاء إلى توعية الشعوب بأهمية الجاهزية المدنية وتعزيز المرونة الوطنية، قائلًا: "إن جيوشنا ومجتمعاتنا تواجه التهديدات معًا، ويجب أن نظل موحدين لحماية مليار إنسان يعيشون تحت مظلة الناتو".
0 تعليق