
حضور رفيع يكرّم البطل.. وزير الداخلية يشارك أسرة الشهيد فرحتهم
لم تكن ليلة الزفاف عادية، حين امتلأ أحد فنادق القاهرة بأجواء مزيجة من الفرح والفخر.
ابنة الشهيد العقيد محمد مبروك، أحد أبرز ضباط الأمن الوطني الذين تصدوا للإرهاب، تزف إلى عشّ الزوجية وسط حضور واسع تقدّمه وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وعدد من القيادات التنفيذية ومسؤولي الدولة.
كان المشهد أكثر من مجرد احتفال، بل تجسيدًا لمعنى الوفاء لرجلٍ دفع حياته ثمنًا لأمن مصر واستقرارها.
من الزيتون إلى ساحات البطولة.. سيرة ضابط صدق ما عاهد عليه الله
وُلد محمد مبروك في حي الزيتون عام 1974، وتربّى في بيتٍ يؤمن بالانتماء والالتزام.
التحق بكلية الشرطة وتخرج عام 1995، ليبدأ مسيرة أمنية حافلة بالمسؤولية.
عمل في قطاع الأمن الوطني، وكرّس جهده لمتابعة نشاط جماعة الإخوان الإرهابية ورصد تحركاتها.
تمكن من كشف مخططات للتخابر والاتصال بجهات أجنبية استهدفت أمن البلاد، ما جعله هدفًا رئيسيًا للجماعة التي أدرجت اسمه ضمن قوائم الاغتيال.
اغتيال بيد الغدر.. وذكرى خالدة في وجدان المصريين
في مساء 17 نوفمبر 2013، غادر مبروك منزله متوجهًا إلى عمله، لكن رصاص الإرهاب الغادر كان في انتظاره.
أطلق عليه التكفيريون النار فأصابوه بطلقات أودت بحياته على الفور، ليسجل اسمه في سجل الشرف كأحد شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة التطرف.
ترك خلفه زوجةً وثلاثة أبناء: زينة، ومايا، وزياد، الذي كتب بعد استشهاد والده رسالة مؤثرة قال فيها: «أنا فخور بك لأنك شهيد، بحبك يا بابا».
من الحقيقة إلى الدراما.. «الاختيار 2» يخلّد البطل
جسّد مسلسل "الاختيار 2" بطولة كريم عبد العزيز وأحمد مكي شخصية الشهيد محمد مبروك، لتتعرف الأجيال الجديدة على قصة ضابط وطني لم يساوم على أمن بلاده، وواجه الإرهاب حتى آخر لحظة من حياته.
وفي ليلة زفاف ابنته، بدا كأن روحه حضرت بين الجميع، تبتسم في صمت، وتؤكد أن مصر لا تنسى أبناءها الذين حملوا رايتها في أحلك اللحظات.