غزل أريحي لـ"الدستور": الهدنة بين إيران وإسرائيل فرصة مشروطة لإحياء المسار الدبلوماسي

أكدت الكاتبة والصحفية غزل أريحي، أن الهدنة بين إيران وإسرائيل قد تُفسر في بعض الأوساط الغربية كفرصة محتملة لإعادة إحياء قنوات الاتصال الدبلوماسية بشأن ملفات شائكة، وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، شددت على أن طهران لن تغيّر موقفها الاستراتيجي من هذا الملف الحيوي نتيجة لهدنة لا تزال جديتها موضع تساؤل، مشيرة إلى أن البرنامج النووي جزء من منظومة الردع والسيادة الوطنية الإيرانية.

التهدئة: فرصة دبلوماسية لا تعني تقديم تنازلات

وقالت أريحي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن إيران قد تستخدم الهدوء كرسالة حسن نية تجاه الاستقرار الإقليمي، لكن من دون تقديم تنازلات مجانية. 

وأوضحت أن الهدنة ربما تكون مدخلًا لمفاوضات أوسع مع الغرب، ولكن وفق شروط متوازنة تضمن لإيران حقوقها الكاملة بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، دون المساس باستقلال القرار السيادي الإيراني.

أبعاد اقتصادية محتملة للهدنة

وفيما يتعلق بالملف الاقتصادي، أوضحت أريحي أن تخفيف احتمالات التصعيد العسكري قد يُسهم في تقليص الضغوط المباشرة على الأسواق المحلية والإقليمية، لا سيما في قطاع الطاقة، الذي يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الإيراني.

وأضافت أن التهدئة قد تمنح إيران هامشًا أوسع لتعزيز التعاون الاقتصادي مع دول مثل الصين وروسيا، أو مع شركاء تجاريين غير غربيين يسعون إلى بيئة استقرار نسبي.

العقوبات والتحديات البنيوية

رغم ذلك، شددت على أن العقوبات الدولية لا تزال تشكل عائقًا هيكليًا أمام التعافي الكامل للاقتصاد الإيراني، لكنها ترى أن استقرار الأوضاع الأمنية قد يخلق مناخًا اقتصاديًا أكثر ثقة، ويشجع استثمارات إقليمية جديدة، إضافة إلى احتمالات فتح ترتيبات تجارية ومالية بديلة تتجاوز النظام الغربي القائم على العقوبات.

الرأي العام الإيراني بين الرفض والانفتاح

وتطرقت أريحي إلى تنوع مواقف الرأي العام الإيراني، الذي يتراوح بين تيارات محافظة رافضة لأي تقارب، وأصوات إصلاحية وبراغماتية ترى في الهدنة فرصة لتقليل تكلفة النزاع وتحقيق مكاسب استراتيجية على المدى الطويل.

تحديات الحكومة: الحفاظ على السردية دون التخلي عن المبادئ

وقالت إن الحكومة الإيرانية قد تواجه تحديًا في التوفيق بين التزاماتها الأيديولوجية تجاه القضية الفلسطينية والمقاومة، وبين تسويق الهدنة كإجراء تكتيكي يخدم المصلحة الوطنية العليا، موضحة أن الخطاب الرسمي سيركّز على أن الهدنة لا تعني تطبيعًا، بل إدارة ذكية للصراع وفتح نوافذ للحوار دون المساس بالثوابت.

مخاطر فشل الهدنة والتداعيات الإقليمية

وحذرت أريحي من أن فشل الهدنة قد يؤدي إلى تصعيد جديد يعيد التوتر إلى ذروته، وهو ما قد تستغله أطراف خارجية للضغط على إيران دبلوماسيًا أو أمنيًا، ومن بين السيناريوهات المحتملة في حال الفشل: عمليات عسكرية محدودة، اضطرابات داخلية نتيجة الضغوط الاقتصادية، ومحاولات لعزل إيران على المستوى الدولي.

إيران ومهارة إدارة الأزمات

وفي ختام تصريحاتها، أشارت إلى أن إيران تملك خبرة عميقة في إدارة الأزمات طويلة الأمد، ومن المرجّح أن تتجه نحو تعزيز التحالفات الإقليمية، وتفعيل أدوات الحرب غير المتماثلة، مع الإبقاء على المسار السياسي مفتوحًا لتفادي الانزلاق إلى مواجهة شاملة. كما يمكن لطهران – في حال فشل الهدنة – أن توظف الخطاب السياسي لإعادة حشد الدعم الشعبي، عبر التأكيد على أنها كانت الطرف المسؤول والساعي للسلام، بينما الطرف الآخر هو من أخل بالاتفاق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مايلي سايرس تثير الجدل بتصريحاتها الجريئة عن المخدرات
التالى مصرع وإصابة 5 في حادث انقلاب ميكروباص بطريق أسيوط الغربي