بينما يقترب ماراثون امتحانات الثانوية العامة، يعيش آلاف الطلاب المصريين وأسرهم أجواء مشحونة بالقلق والتوتر، وهي حالة تتكرر سنويًا مع كل موسم امتحانات، خاصة في هذه المرحلة الفاصلة من عمر الطالب الدراسي، وفي ظل هذه الأجواء، يصبح الحديث عن “تنظيم الوقت” أكثر من مجرد نصيحة تقليدية؛ بل هو خطوة ضرورية لكل طالب يسعى لتحسين تركيزه وتحقيق نتائج مرضية.
وهناك عدة نصائح من الخبراء إلى الطلاب تؤكد أن مفتاح التفوق الدراسي لا يكمن فقط في عدد ساعات المذاكرة، بل في كيفية إدارتها بشكل ذكي يتناسب مع قدرة كل طالب على الاستيعاب.
متى يكون العقل في أفضل حالاته للمذاكرة؟
هناك فترات معينة من اليوم أثبتت الدراسات العلمية أنها الأنسب للاستذكار الجيد:
- من الثامنة إلى الحادية عشرة صباحًا: يوصى باستغلال هذه الساعات في الحفظ والفهم، إذ يكون نشاط المخ في ذروته.
- من الثانية إلى الخامسة عصرًا: تعتبر فترة مناسبة للمراجعة الخفيفة أو حل التدريبات التطبيقية.
- من السابعة إلى التاسعة مساءً: ينصح باستخدام هذه الفترة للقراءة السريعة أو مذاكرة المواد التي تتطلب جهدًا ذهنيًا أقل.
أما عن المذاكرة في ساعات ما بعد منتصف الليل، فقد حذرت استشارية الطب النفسي من اللجوء إليها، مؤكدة أن قدرة الدماغ على التركيز والحفظ تنخفض بشكل ملحوظ حتى وإن شعر الطالب بأنه “مستيقظ”.
استراتيجيات ذكية لتنظيم الوقت:
ويقدم الخبراء مجموعة من النصائح التي قد تساعد الطلاب على التعامل بشكل أفضل مع ضغوط الدراسة، من أبرزها:
- البدء بالمواد الأصعب: لأن الذهن يكون في كامل يقظته خلال الساعات الأولى من اليوم.
- اتباع أسلوب الجلسات القصيرة: من خلال تخصيص 25 دقيقة للمذاكرة يليها 5 دقائق للراحة، وهي طريقة تعرف باسم تقنية “Pomodoro”.
- إعداد جدول دراسي مرن: بحيث لا يرهق الطالب نفسه بعدد ساعات طويل متواصل، بل يُفضل توزيع المواد على مدار الأسبوع بشكل متوازن.
- تقليل المشتتات: من خلال إغلاق الهاتف أثناء المذاكرة أو استخدامه فقط في التطبيقات المفيدة مثل “Forest” أو “Study Bunny”.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: حيث أوضحت الأبحاث أن النوم لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات ليلًا يرفع من قدرة المخ على التركيز والتذكر بما يقارب 60%.
وشدد الخبراء على أهمية العناية بالصحة النفسية خلال هذه الفترة، لأن الضغط الزائد قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مهما كانت ساعات الدراسة.
