الثانوية العامة "موقعة تحديد المصير".. استشاري يُقدم روشتة نفسية للطلاب وأولياء الأمور (حوار)

بالتزامن مع امتحانات الثانوية العامة، تزداد الضغوط النفسية على الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، كان لابد من الوقوف على الطريقة المثلى للتعامل النفسي مع هذه المرحلة الفارقة في حياة الطلاب، ولهذا أجرينا هذا الحوار مع الدكتور محمود علام، استشاري الإرشاد النفسي والأسري، الذي قدم "روشتة نفسية" مهمة للطلاب لمساعدتهم على عبور فترة الامتحانات بسلام نفسي، بعيدًا عن القلق والتوتر.

● بدايةً.. كيف يمكن للطالب أن يتحكم في أعصابه ويواجه الخوف من الفشل أو الرسوب؟
القلق في هذه المرحلة أمر طبيعي تمامًا، لكن غير الطبيعي أن يستمر هذا القلق ويمنع الطالب من الأداء الجيد، كثير من الطلاب يشعرون وكأن نتيجة الامتحانات تحدد مصيرهم بالكامل، وهذا تصور خاطئ، على الأهل أن يطمئنوا أبناءهم بدلًا من الضغط عليهم، على الطالب أيضًا أن يتدرب على عدم السماح لهذا القلق بأن يسيطر عليه، خاصة إذا كان نابعًا من نظرة الآخرين له أو توقعاتهم.

285.jpg


● وماذا عن الشعور بعدم الكفاءة أو المقارنة المستمرة بالزملاء؟
هذا من أكثر ما يسبب الإحباط للطلاب، أنصح دائمًا أن يقارن الطالب نفسه بنفسه فقط، المقارنة بالآخرين غير منطقية لأن كل شخص له ظروفه، وقناعاته، وطريقته في الفهم، من الظلم لنفسك أن تقارنها بشخص مختلف تمامًا عنك، ركز على مدى استعدادك، واهتمامك، وتقدمك الشخصي.

● كيف يمكن للطالب التعامل مع ضغوط الأهل لتحقيق مجموع معين؟
الحوار هو الحل، يجب أن يجلس الطالب مع أسرته ويوضح لهم قدراته الحقيقية، ويؤكد لهم أنه سيبذل قصارى جهده لتحقيق حلمه وحلمهم، ولكن في حدود إمكانياته، وأوجه رسالة للأهل: من فضلكم، افصلوا بين أحلامكم الشخصية وأحلام أبنائكم، احترموا رغباتهم، وادعموهم نفسيًا، فهذا هو الاستثمار الحقيقي فيهم.

● كيف يوازن الطالب بين التحصيل الدراسي وصحته النفسية؟
الصحة النفسية هي الأساس، لا يمكن لطالب أن ينجح دراسيًا إذا كانت نفسيته متعبة، يجب أن يكون هناك توازن بين المذاكرة، والراحة، والنشاط الجسدي، لا تضغط على نفسك إلى درجة الانهيار، كل كلمة إيجابية تقولها لنفسك هي بمثابة تحفيز، وتقبل الذات هو نقطة البداية.

● بعض الطلاب يشعرون بالخوف من المستقبل.. ماذا تقول لهم؟
من الطبيعي أن يشعر الطالب بالخوف من المجهول، لكن عليه أن يركز على ما يمكنه فعله الآن: أن يجتهد ويستعد، أما التنسيق والكليات، فهي أمور لا يمكن التحكم فيها كليًا، على الطالب أن يكون واقعيًا، ويعرف قدراته ومؤهلاته، وأن يطمئن أن النجاح لا يرتبط فقط بكلية بعينها، بل بما سيحققه فيها.

● بعد امتحان صعب.. كيف يمكن للطالب أن يؤهل نفسه نفسيًا للاستمرار؟
امتحان صعب لا يعني النهاية، يجب أن يواصل الطالب طريقه، ويُركز في المواد القادمة، لا تضيّع الوقت في الحزن على ما فات، بل استثمره في التحضير لما هو آتٍ، المجموع لا يُحدد من مادة واحدة فقط.

● كيف يمكن للطالب أن يضع خطة مذاكرة متوازنة دون ضغط زائد؟
ابدأ بتقييم نفسك: هل فعلًا تقوم بما عليك؟ ثم ضع خطة متوازنة بين الراحة والمذاكرة والنشاط البدني، لا تذاكر لساعات طويلة دون فواصل، بل اتبع قاعدة: 50 دقيقة مذاكرة و7 دقائق راحة، ابدأ بالمواد أو الأجزاء الأصعب. ومارس نشاطًا بدنيًا ولو بسيطًا في البيت، لأنه ينعكس إيجابيًا على حالتك النفسية.

● كيف يطلب الطالب الدعم النفسي إذا شعر بالحاجة لذلك؟
الاعتراف بالحاجة إلى الدعم ليس ضعفًا بل شجاعة، المختص النفسي لا يُلجأ إليه فقط في الحالات الصعبة، بل لأي مشكلة تؤثر على الاتزان النفسي. حتى اضطراب النوم أو مشاعر الحزن تحتاج إلى دعم متخصص، لا تتردد في طلب المساعدة، وشارك مشاعرك مع من تثق به.

● أخيرًا.. كيف يتعامل الطالب مع الشعور بتخيّب آمال من وثقوا به؟
علينا أن نُدرك أن الحياة ليست مرتبطة بمجموعة أو توقعات، لا تبنِ حياتك على توقعات الناس، ولا على المجموع فقط، قد لا تصل لما كنت تتوقعه، لكنك قد تجد مستقبلك في طريق آخر لم يكن بالحسبان، المهم أن تثق بقدراتك وتعرفها جيدًا، ولا تجعل تقييم الآخرين لك مقياسًا لقيمتك.                                                                                                      

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد وطريقة التقديم لرياض الأطفال KG1 بالغربية
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل