قال الكاتب والباحث السياسي الإيراني حسين ريوران إن الضربات التي وجهتها إيران لقواعد أمريكية في من قطر، تأتي في إطار الرد المشروع على عدوان عسكري مباشر من الولايات المتحدة ضد إيران، مؤكدًا أن طهران لم تكن لتسكت على الضربة الأمريكية، وأن الرد كان محسوبًا وواضحًا ويستند إلى حق الدفاع عن النفس وفق المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة.
الجولة الأولى من الرد الإيراني
وأشار ريوران في تصريح خاص لـ"الدستور" إلى أن ما جرى ليس سوى الجولة الأولى من الرد الإيراني، مؤكدًا في الوقت ذاته أن طهران لا تسعى إلى التصعيد أو الهجوم، بل تمارس حقها السيادي في الرد على من يعتدي عليها، سواء كانت الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أي طرف آخر.
وقال ريوران:"إيران لم تستهدف قطر كدولة، بل استهدفت قاعدة أمريكية على أراضيها، وهو فرق جوهري. القواعد الأمريكية المشاركة في العدوان على إيران أصبحت هدفًا مشروعًا، ومن المؤكد أن هناك قنوات تواصل مع بعض الدول المستضيفة، مثل قطر، تفهم أن الأمر يتعلق بالرد على عدوان وليس بنقل المعركة إلى أراضيها."
وفي حديثه حول قانونية العملية، شدد الباحث الإيراني على أن المجتمع الدولي لا يستطيع إنكار حق إيران في الرد، قائلاً: "المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على أن لأي دولة تتعرض لعدوان عسكري الحق في الرد بشكل متناسب.
الولايات المتحدة، بوضوح، قامت بعمل عدائي باستخدام أسلحة متطورة تجاه منشآت داخل إيران، وقد مارست طهران حقها في الرد ضمن الحدود المتعارف عليها."
وأضاف: "الحديث عن أن القواعد كانت مفرغة من الجنود لا يلغي أهمية الضربة، فإيران ردّت على مستوى السيادة والهيبة، الأميركيون قالوا صراحة إنهم سيتصدّون لأي رد إيراني، لكن طهران ردّت، وكسرت كل الخطوط الحمراء التي رسمتها واشنطن، وهذا بحد ذاته رسالة استراتيجية."
وتعليقًا على الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، قال ريوران إن الضربة كانت استعراضية أكثر منها فاعلة، مشيرًا إلى أن الأسلحة التي استُخدمت في الهجوم، رغم ما يُقال عن قوتها، تُجرب لأول مرة، وحتى الولايات المتحدة لا تعرف على وجه الدقة نتائج استخدامها.
وأوضح: "الضربة الأمريكية استخدمت صواريخ عميقة الاختراق، تُوصف بأنها الأقوى في العالم، لكنها لم تُختبر عمليًا من قبل، وهناك غموض في نتائجها، والدليل أن إسرائيل قامت بقصف منشأة فوردو بعد العملية الأمريكية، وهذا يشير إلى أنهم لا يعرفون إن كانت الضربة الأمريكية قد حققت هدفها أم لا."
وأكد أن المنشآت النووية الإيرانية مصممة لتحمل هذا النوع من الضربات، وأن إيران لا تنوي إعلان حجم الخسائر في الوقت الحالي، قائلًا: قد لا يكون الوقت مناسبًا الآن لكي تُفصح إيران عن نتائج تلك الضربة، سواء فنيًا أو سياسيًا، ولكن من المؤكد أن المنشآت الرئيسية لا تزال صامدة، وإيران لديها القدرة على إصلاح أو إعادة بناء ما تضرر بسرعة فائقة، إذا لزم الأمر."
وعن مستقبل التصعيد، قال ريوران إن إيران لا تريد الحرب، لكنها لا تقبل التهديد، مؤكدًا أن قواعد الاشتباك باتت مفهومة: "إيران ترد إذا ضُربت، ولن تبدأ الهجوم، و لاهذا مبدأ ثابت في السياسة الإيرانية. لكن من يتصور أن طهران ستسكت على ضرب منشآتها الحيوية، فهو مخطئ. نحن لسنا في موقع ضعف، والرد كان متكافئًا مع طبيعة العدوان."
وفي ما يتعلق برد الفعل الأمريكي المرتقب، اعتبر ريوران أن الولايات المتحدة لن تدخل في مواجهة مفتوحة، لأسباب داخلية واستراتيجية، قائلًا: "من الصعب أن تدخل واشنطن في حرب استنزاف الآن، خصوصًا في ظل الانتخابات والضغوط الداخلية. أميركا سبق أن تلقّت ضربات مماثلة في قاعدة عين الأسد، وامتصتها. الرد الإيراني الأخير وضع الإدارة الأميركية في موقف حرج، وجعلها تراجع حساباتها."
وفي ختام تصريحه، وجه حسين ريوران رسالة قال فيها: على الجميع أن يدرك أن إيران اليوم مختلفة عن السابق، هي قوية، وذات قرار مستقل، ولن تقبل بالضغوط أو الضربات دون رد من يعتدي على ايران، سنرد عليه، مهما كان موقعه هذه ليست سياسة هجومية، بل دفاعية بحتة، لكن رادعة وحاسمة."