اصطحب بلال حبش، نائب محافظ بني سويف، بتكليف من الدكتور محمد هاني غنيم محافظ الإقليم، الوفد اليمني والدولي في جولة ميدانية شملت عددًا من المشروعات التنموية الرائدة بالمحافظة.
جاء ذلك في إطار الزيارة الرسمية للوفد اليمني والدولي إلى محافظة بني سويف، والمندرجة ضمن برنامج دعم وتطوير نظم الإدارة المحلية والتنمية الاقتصادية المنفذ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
استهل الوفد جولته بزيارة الممشى السياحي بمدينة بني سويف، حيث استعرض نائب المحافظ مكونات المشروع الذي يُعد من أبرز مشروعات التطوير الحضري التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الأخيرة، ضمن خطة تحسين جودة الحياة وتطوير الواجهة النيلية.
وأوضح نائب المحافظ، أن الممشى صُمم ليكون متنفسًا حضاريًا يليق بمكانة المحافظة، ويشمل مسارات مشاة وأماكن استراحة وأعمدة إنارة ديكورية، فضلًا عن التشجير والرصف الجمالي بطول الواجهة المطلة على نهر النيل، كما يوفر الممشى مساحة آمنة للأنشطة المجتمعية والترفيهية، ويُسهم في تحسين المشهد البصري للمدينة ودعم جهود النهوض بالسياحة المحلية.
وأضاف نائب المحافظ، أن الممشى السياحى بمدينة بنى سويف، يعد صديقا لذوى الهمم، مشيرًا إلى إنشاء 6 رامبات لذوى الهمم بالمنطقة (رامب بالباركينج، و5 رامبات ببوابات دخول وخروج منطقة الكورنيش السفلى، بالإَضافة لإنشاء حمام مجهز لذوى الهمم بكل دورة مياه بالمنطقة.
وقال نائب المحافظ، إن الممشى السياحى يضم ممشى لرموز وأعلام المحافظة، وباركينج تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من 90 سيارة، وممشى سفلى صمم على غرار ممشى أهل مصر، بالإضافة إلى، النافورة الأرضية والنافورة الراقصة، وتم إنشاء 6 بوابات دخول لمنطقة الكورنيش.
وأشار إلى أنه لا يكاد يمر أسبوع واحد، حتى تستضيف محافظة بنى سويف العديد من الفنادق العائمة التى تقل السائحين الأجانب خلال رحلاتهم من القاهرة إلى أسوان أو العكس، مستمتعين بصفاء مياه النيل، والطبيعة الخلابة المحيطة بالكورنيش على امتداد الشواطئ، فضلا عن الممشى الذى تحول إلى مزار سياحي بفضل إطلالته الساحرة، وموقعه المميز، وروعة تصميماته.
وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم الشديد بالمشروع، مشيرين إلى التوازن اللافت بين التخطيط الجمالي والوظيفي، مؤكدين أن المشروع يعكس إدراكًا حقيقيًا لمفهوم التنمية الحضرية المستدامة وربطه بالبيئة والمجتمع.
عقب ذلك، انتقل الوفد برفقة نائب المحافظ إلى المنطقة الصناعية ببياض العرب شرق النيل، حيث تفقد عددًا من المشروعات الصناعية الكبرى التي تمثل قصص نجاح حقيقية في مجال التصنيع والتشغيل المحلي، وتُعد نموذجًا لما تسعى المحافظة لتحقيقه في محاور الاستراتيجية التنموية المحلية.
بدأت الجولة بزيارة مصنع "إيميسا دينيم" للملابس الجاهزة، أحد أهم المصانع المقامة بالمنطقة، والذي يُنتج أكثر من مليون قطعة سنويًا موجهة للتصدير للأسواق الأوروبية، ويوفر فرص عمل لحوالي 1500 شاب وفتاة، واستمع الوفد لشرح وافٍ من إدارة المصنع حول آليات التشغيل والتدريب، وجهود المصنع في تأهيل العمالة المحلية.
كما زار الوفد مصنع كرمان للصناعات الدوائية، الذي يُعد من الاستثمارات الرائدة بالمحافظة، حيث يعمل بطاقة إنتاجية متقدمة ويغطي احتياجات السوقين المحلية والعربية في عدة تخصصات دوائية، ويُعد المصنع نموذجًا لصناعات القيمة المضافة، ويعتمد في جزء كبير من عملياته على خامات مصرية، مع خطط مستقبلية للتوسع في إنتاج أدوية جديدة وتوفير مئات فرص العمل.
حيث أكد نائب محافظ بني سويف، خلال الجولة، أن المحافظة أصبحت خلال السنوات الأخيرة وجهة صناعية واستثمارية رائدة، تحتضن عددًا من أكبر المصانع المحلية والعالمية في مناطقها الصناعية المختلفة.
وأوضح نائب المحافظ، أن المنطقة الصناعية ببياض العرب شرق النيل تضم مصانع متميزة مثل: مصنع "إيميسا دينيم" للملابس الجاهزة، مصنع "كرمان" للصناعات الدوائية، ومصنع "رويال فودز" للصناعات الغذائية، وغيرها من الكيانات التي تُمثل نماذج ناجحة للاستثمار الصناعي.
وأضافأن المنطقة الصناعية بكوم أبوراضي (غرب النيل– مركز الواسطى) تُعد أيضًا من المناطق الواعدة، حيث تضم مصنع سامسونج للإلكترونيات، أحد أبرز الاستثمارات الكورية في مصر، ومجمع مصانع مجموعة العربي، الذي يُعد نموذجًا فريدًا للتكامل الصناعي والتشغيل الكثيف.
وأوضح نائب المحافظ، أن ما حققته المحافظة من جذب للاستثمارات يعود إلى التطور الكبير في البنية التحتية وشبكات الطرق والمرافق خلال السنوات الـ11 الأخيرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ما جعل بني سويف فعليًا قبلة للاستثمارات المحلية والأجنبية، بفضل ما تتمتع به من موقع استراتيجي، وبيئة أعمال مشجعة، ودعم تنفيذي مباشر من القيادة السياسية.
من جانبهم أعرب أعضاء الوفد، وفي مقدمتهم عوض صالح نائب وزير الإدارة المحلية اليمني، والدكتورة رانيا عبدالرازق من المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وباسم السقير ممثل UNDP في اليمن، عن تقديرهم الكبير لما شاهدوه من نماذج عملية تؤكد جدية محافظة بني سويف في تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة وربطها بالإدارة المحلية.
وأكدوا أن ما لمسوه خلال الجولة من تخطيط عمراني حديث، واستثمار صناعي نشط، يُجسد التحول الحقيقي نحو تمكين الإدارات المحلية في مصر من قيادة التنمية على الأرض، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030.
