سياسى أردنى لـ"الدستور": صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران على المحك

قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني رامي المعادات، اليوم الثلاثاء، أن استهداف إيران لقاعدة العديد الأمريكية في قطر يُمثّل تطورًا بالغ الخطورة في مسار التوترات الراهنة، ويؤشر إلى اتساع رقعة المواجهة بين طهران وواشنطن، بما قد ينعكس مباشرة على استقرار الخليج والمنطقة الأوسع.

وأضاف المعادات في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن بيان الحرس الثوري الإيراني، الذي شدّد على أن الضربة لم تكن موجهة ضد دولة قطر "الشقيقة"، بل جاءت ردًا مباشرًا على انتهاك السيادة الإيرانية من خلال استهداف منشآت نووية إيرانية، يعكس نضجًا سياسيًا وتوازنًا دبلوماسيًا محسوبًا، إذ تسعى طهران من خلاله إلى تجنب تأزيم علاقاتها مع دول الجوار، مع تأكيد حقها في الرد على الهجمات التي تستهدف أمنها الاستراتيجي.

إيران ترسل رسائل مزدوجة

وأوضح "المعادات" أن إيران حاولت عبر هذا البيان أن ترسل رسائل مزدوجة: ردع عسكري تجاه واشنطن، وطمأنة سياسية لدول الخليج، في لحظة تمر فيها المنطقة باضطرابات استراتيجية غير مسبوقة وتحولات حادة في المشهد الأمني.

وأشار إلى أن الاتهامات الإسرائيلية الأخيرة بشأن تعرض مناطق إسرائيلية لضربة صاروخية إيرانية بعد سريان وقف إطلاق النار، رغم نفي طهران القاطع لذلك قد لا تكون منفصلة عن الحسابات السياسية الداخلية في إسرائيل، خصوصًا في ظل أزمة الثقة المتصاعدة حول بقاء حكومة بنيامين نتنياهو.

وأضاف أن هذه الرواية الإسرائيلية قد تُوظف لتبرير استئناف العمليات العسكرية، وفتح سيناريو جديد من المواجهة، سواء بهدف تمديد عمر الحكومة الإسرائيلية، أو في سياق الرغبة المعلنة لدى بعض الأوساط الإسرائيلية بإضعاف أو إسقاط النظام الإيراني.

وأشار إلى أن ذلك يأتي في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العائد بقوة إلى المشهد السياسي إلى إثبات قدرته على فرض تهدئة ميدانية، تمهيدًا لرؤية أوسع لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي وفق أولويات أمريكية جديدة.

وختم تصريحه بالقول إن صمود وقف إطلاق النار خلال الفترة المقبلة سيبقى مرهونًا بمدى التزام اللاعبين الرئيسيين بعدم استثمار التصعيد في معارك داخلية أو رهانات انتخابية، مشددًا على أن المنطقة لا تحتمل مزيدًا من الانفجارات، وأن أي تصعيد غير محسوب قد يخرج بالأزمة عن السيطرة، ويفتح أبوابًا مغلقة على صراعات أوسع.