قال العميد الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الشئون العسكرية والاستراتيجية، إن استخدام إيران لصاروخ "خيبر" الباليستي في هجماتها الأخيرة يبرز تقدمًا نوعيًا في قدراتها الصاروخية.
وأوضح العكاري، في مداخلة مع "القاهرة الإخبارية"، أن الصاروخ الذي تم استخدامه يبلغ مداه 2000 كيلومتر ويحمل رأسًا حربيًا يزن 1500 كيلوجرام، ويتميز بإمكانية التوجيه حتى لحظة الاصطدام، فضلًا عن قدرته على العمل بوقود صلب أو سائل، ما يمنحه مرونة تشغيلية تعوق رصده مبكرًا.
وأكد أن التحدي الحقيقي يكمن في قدرة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية على التعامل مع هذا النوع من الصواريخ التي تنقض بشكل رأسي، لافتًا إلى أن نسبة إصابة الصواريخ الإيرانية للأهداف ارتفعت مؤخرًا بشكل ملحوظ، من 3% في بداية المواجهات إلى نحو 40% مؤخرًا، ما يعكس تحسنًا واضحًا في دقة الضربات.
نزيف اقتصادي إسرائيلي وخسائر في منظومات الدفاع
وكشف العكاري، عن أن تكلفة التصدي للرشقات الصاروخية باتت ترهق إسرائيل ماليًا، إذ يقدر أن كل صاروخ إيراني يُقابله من 4 إلى 5 صواريخ اعتراض، ما يعني استنزافًا ماديًا هائلًا يتجاوز مليار دولار يوميًا، إضافة إلى الشلل التام في الحياة العامة واحتجاز السكان في الملاجئ.
وأوضح أن إيران أدارت الضربة الاستباقية الأخيرة بذكاء، حيث استهدفت مواقع قيادية واستراتيجية، ورغم المفاجأة، استطاعت استعادة زمام المبادرة بسرعة، ما أظهر قدرتها على إدارة المعركة عسكريًا وسياسيًا.
وفيما يتعلق بمنشأة "فوردو" النووية، أشار إلى أن الضربة الأمريكية التي استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات لم تحقق دمارًا كاملًا، وفقًا لمصادر مثل "فايننشال تايمز".
ورجح أن إيران كانت قد نقلت بالفعل نحو 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى أماكن آمنة، مؤكدًا أن مثل هذه الكمية تُعد كافية لتطوير قنبلة نووية خلال فترة وجيزة.