ضربات إيرانية نوعية تشل موانئ ومرافق حيوية في إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تطور ميداني بالغ الخطورة، استهدفت دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، لتطال هذه المرة أهدافاً حيوية داخل مدينة أشدود الساحلية، وسط تكتم إعلامي إسرائيلي لافت. 

ووفقًا لمصادر ميدانية متقاطعة، فقد أصاب أحد الصواريخ الإيرانية موقعاً صناعياً حساساً في المدينة، ما أسفر عن خروج محطة الكهرباء في أشدود عن الخدمة بشكل كامل، وهو ما يشير إلى خلل بالغ في البنية التحتية الطاقية لإسرائيل على ساحل المتوسط.
الهجوم يأتي بعد ساعات من الضربة المدمرة التي طالت منشآت استراتيجية في خليج حيفا، والتي وُصفت إعلاميًا بـ"ضربة يوم القيامة" نظرًا لحجم الدمار الذي خلفته، لاسيما في المنشآت الكيميائية والمرافق الحيوية المحيطة بالميناء.
وتعزز هذه التطورات المخاوف من شلل تدريجي يصيب الموانئ الإسرائيلية الرئيسية، حيفا وأشدود، واللتين تشكلان عصب التجارة البحرية للدولة العبرية على البحر المتوسط، حيث يمر عبرهما ما يزيد على 90% من واردات إسرائيل البحرية. المساس بهذين الميناءين يمثل ضربة مزدوجة لاقتصاد الدولة ولوجستياتها العسكرية في حال اندلاع مواجهة ممتدة.
في السياق ذاته، أفادت مصادر محلية بأن صواريخ إيرانية أخرى وصلت قبل قليل إلى ضواحي تل أبيب، مستهدفة مناطق متعددة من بينها منطقة "شافليا"، حيث سُجلت ظاهرة انهيارات أرضية لم تُعرف أسبابها الدقيقة بعد، لكنها تتزامن مع الضربات، ما قد يشير إلى استهداف لبنية تحتية أو منشآت تحت الأرض.
وتحاول إسرائيل في هذه الأثناء فرض رقابة مشددة على وسائل الإعلام المحلية في تغطية نتائج الهجمات، بينما تتكثف الجهود العسكرية والدبلوماسية لاحتواء التصعيد، وسط مخاوف من تحوّل الضربات المحدودة إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، خصوصًا في ظل صمت واشنطن وتريث الأطراف الإقليمية الكبرى.

تُظهر هذه الهجمات تحولًا نوعيًا في المعادلة العسكرية، حيث باتت إيران قادرة - على ما يبدو - على توجيه ضربات دقيقة إلى عمق البنية التحتية الإسرائيلية، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع، لا تعتمد فقط على الردع التقليدي بل على موازنة القدرة التدميرية والرمزية للضربات في العمق.

تحييد البرنامج النووي

في خطاب واضح النوايا، لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الهجمات لا تهدف فقط لتحييد البرنامج النووي، بل قد تمهّد الطريق لتغيير النظام في طهران، مما صعّد من حدة المخاوف لدى المراقبين من ردود فعل إيرانية غير محسوبة قد تقلب المنطقة رأسًا على عقب.


ورغم الشراكات الاستراتيجية التي تجمع طهران ببكين وموسكو، أشار خبراء في "بلومبرغ إيكونوميكس"، من بينهم آدم فارار ودينا إسفندياري، إلى أن أياً من القوتين لا تُعدّ حليفًا عسكريًا ملتزمًا. فروسيا منشغلة بحربها في أوكرانيا، وتخشى من تبعات الانخراط في صراع جديد، بينما تُفضل الصين المحافظة على علاقاتها التجارية مع الغرب، خصوصاً في ظل هشاشة الاقتصاد العالمي.

حتى عضوية إيران في تكتل "بريكس"، التي انضمت إليه مطلع عام 2024، لم تحصّنها سياسيًا أو عسكريًا. التكتل التزم الصمت إزاء الضربات، فيما صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الشراكة مع طهران لا تشمل تعاونًا عسكريًا، مؤكدًا أن إيران لم تطلب أصلاً أي تدخل مباشر.

زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو لم تُسفر عن أكثر من كلمات تعاطف دبلوماسية، وهو ما يكرّس التحول في موازين الدعم مقارنةً بما جرى في عام 2015 عندما دخلت موسكو بثقلها إلى جانب إيران في الحرب السورية. أما اليوم، فإيران تواجه خطر السقوط في عزلة خانقة، قد تضعف قدرتها على الصمود في حال تطور التصعيد إلى مواجهة شاملة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جوجل يحتفل باليوم العالمي للأب
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل