في وجه التصعيد الصيني.. تايوان تراهن على تماسكها الداخلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تصعيد سياسي داخلي وخارجي يعكس عمق التحديات التي تواجهها تايوان، أطلق الرئيس التايواني لاي تشينج تي، الأحد، حملة تحت شعار "وحدوا تايوان"، تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية في وجه التهديدات المتزايدة من الصين. تأتي هذه المبادرة في توقيت دقيق يشهد توترات عبر مضيق تايوان، وتنامياً للضغوط السياسية والعسكرية التي تمارسها بكين لإخضاع الجزيرة لسيطرتها.


تايوان تبحث عن تماسك داخلي


تحت غطاء دعوات "الوحدة"، يسعى لاي إلى تحقيق عدة أهداف مترابطة. داخليًا، تهدف حملته إلى حشد التأييد الشعبي وحسم الانقسامات الحزبية التي تُضعف موقف الحكومة، خاصة في ظل سيطرة المعارضة بقيادة حزب "الكومينتانج" على الأغلبية البرلمانية. ويُنتظر أن يلقي لاي عشرة خطابات متتابعة خلال الأسابيع المقبلة، يكرّسها لتوضيح مواقف بلاده من قضايا السيادة، والديمقراطية، والعلاقات مع الصين.
في خطابه الأول، أكد الرئيس على استقلال تايوان بحكم الأمر الواقع، مشددًا على أن للجزيرة "أراضيها، وشعبها، وحكومتها، وسيادتها الخاصة"، وهو تصريح يحمل رسالة تحدٍ واضحة لبكين. واستند لاي في شرعية هذا الموقف إلى التاريخ، مبرزًا أن تايوان ظلت لقرون طويلة خارج نطاق السيطرة الصينية، وأن سكانها الأصليين ينتمون إلى الشعوب الأسترونيزية لا إلى الأعراق الصينية، وهو طرح يرمي إلى إعادة تعريف الهوية التايوانية بعيدًا عن الموروث القومي الصيني.


خلفيات سياسية مشتعلة


يأتي هذا التصعيد في وقت تستعد فيه الحكومة التايوانية لإجراء تصويت برلماني في 26 يوليو لسحب الثقة من 24 نائبًا من "الكومينتانج"، في محاولة لاستعادة التوازن التشريعي. ويبدو أن هذه التحركات تندرج ضمن استراتيجية أوسع لإضعاف النفوذ الصيني غير المباشر داخل المؤسسات التايوانية.
وفي موازاة ذلك، بدأت السلطات حملة تطهير مؤسسات الخدمة المدنية من أي عناصر يُشتبه بولائها لبكين، في خطوة تؤشر إلى تصاعد حدة المواجهة الداخلية حول مسألة السيادة والانتماء السياسي.
الصين تراقب وتناور
في المقابل، تراقب الصين بحذر هذه التطورات، ولا تستبعد الرد عبر تعزيز وجودها العسكري حول الجزيرة. فقد صعّدت بكين في السنوات الأخيرة من تحركاتها الاستفزازية، من خلال مناورات جوية وبحرية شبه يومية تحاكي سيناريوهات حصار أو اجتياح، وهو ما دفع القائد الأميركي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صامويل بابارو، للتحذير من أن هذه "التدريبات" قد تكون غطاءً لهجوم محتمل.
وترى الصين أن تايوان، التي يسكنها 23 مليون نسمة، جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن إعادة توحيدها هدفٌ لا يمكن التراجع عنه، سواء عبر الطرق السلمية أو باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.
معركة سرديات وهوية
خطاب لاي لم يكن فقط دفاعًا عن السيادة، بل أيضًا إعادة سرد للرواية التاريخية حول أصول تايوان، محاولًا نزع الشرعية التاريخية عن مزاعم الصين. فقد ذكر أن اليابان، التي استعمرت تايوان لنحو نصف قرن، تخلّت عنها في معاهدة سان فرانسيسكو (1945) دون أن تُنقل السيادة إلى الصين، ما يفتح الباب أمام تأويلات قانونية وسياسية بشأن الوضع النهائي للجزيرة.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مجلس الشباب المصري يطلق "سند" للدعم القانوني للمصريين بالخارج
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل