حافة الهاوية.. التصعيد بين إسرائيل وإيران وسط ضبابية الضربات النووية ورد طهران الموعود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يأتي التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران في إطار سياق طويل من التوترات المتصاعدة حول البرنامج النووي الإيراني، لكنه هذه المرة بلغ منعطفًا أكثر حدة، مع تنفيذ ضربات عسكرية مباشرة على منشآت نووية، وهو تطور يحمل تبعات استراتيجية بالغة الخطورة على أمن المنطقة والعالم.
في تصريحات اتسمت بالتصعيد والحذر معًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده "اقتربت للغاية" من تحقيق أهدافها في إيران، التي وصفها بالتخلص من "التهديد النووي والصواريخ الباليستية". هذا الإعلان يأتي بعد سلسلة من الضربات الجوية شاركت فيها الولايات المتحدة، مستهدفة منشآت نووية رئيسية، أبرزها موقع فوردو، والذي صُنّف سابقًا كأحد أكثر المواقع تحصينًا تحت الأرض.

حرب استنزاف

نتنياهو شدد على أنه لن يسمح بجر إسرائيل إلى "حرب استنزاف"، لكنه في الوقت نفسه أكد أن العمليات العسكرية لن تتوقف "قبل الأوان"، ما يعكس توازنًا دقيقًا بين الرغبة في الحسم العسكري وبين إدراك كلفة الحرب الطويلة في الشرق الأوسط.
الخطورة في هذا التصعيد لا تقتصر فقط على أبعاد المواجهة الثنائية، بل تتعداها إلى التفاعلات الإقليمية والدولية. فاستهداف المنشآت النووية في إيران يمثل سابقة خطيرة، قد تدفع طهران إلى إعادة النظر في حساباتها الدفاعية وربما تسريع خطواتها نحو امتلاك قدرات ردع نووي فعلية، وهو سيناريو طالما حذرت منه قوى غربية وإقليمية.
من جهتها، لم تتأخر طهران في الرد الخطابي، إذ أعلن مبعوثها لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أن "قواتنا المسلحة ستحدد توقيت وطبيعة ونطاق الرد المتناسب على الهجمات الأميركية"، في لهجة توحي بأن الرد قادم لا محالة، لكنه يخضع لحسابات دقيقة.

قفزة نوعية

ورغم أن نتنياهو أعلن أن الأضرار التي لحقت بموقع فوردو "كبيرة"، إلا أنه اعترف بأن "حجم الضرر لم يتحدد بعد"، ما يشير إلى أن تقييم نتائج العملية لا يزال جارياً، ويُحتمل أن يؤثر على القرارات العسكرية التالية.
وفي الجانب التقني من الأزمة، فإن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60% يعد مؤشراً حرجاً. فبينما لم تصل هذه النسبة إلى العتبة التقنية لتصنيع سلاح نووي (90%)، إلا أنها تمثل قفزة نوعية مقارنة بالحد المسموح به وفق اتفاق 2015 (3.67%). وهذه النقطة هي التي أثارت حفيظة إسرائيل وأعادت إشعال فتيل التصعيد الحالي، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عهد دونالد ترامب عام 2018، وما تلاه من تعثر جهود العودة إليه.
الضربات التي بدأت في 13 يونيو، واستهدفت طيفاً واسعاً من الأهداف الإيرانية، من قادة عسكريين وعلماء إلى منشآت استراتيجية، دفعت إيران إلى الرد بإطلاق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل، ما جعل من هذه الجولة واحدة من أكثر جولات المواجهة المباشرة بين البلدين سخونة وخطورة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تحركات حكومية لتعزيز استقرار شبكة الكهرباء ومنع تخفيف الأحمال خلال الصيف
التالى أعلى عائد شهادات ادخار في البنوك 2025.. كم فوائد 100 ألف جنيه شهريًا؟