أديب وشاعر وقاص وروائي.. لحن قصائه كبار الملحنين وغناها مشاهير المطربية.. إنه صالح جودت (1912- 1976 م) الذى تمر علينا اليوم ذكرى وفاته.
أمه قامت بتسميته "عبد الرحمن" وأبيه انتصر لـ"صالح" في النهاية
في أغسطس عام 1962 نشر صالح جودة في مجلة "الهلال" مقال تحت عنوان "اعترافات نصف قرن" كشف فيه أبرز الاعترافات الفنية والإنسانية؛ بدءً من ولادته في يوم عجيب "یوم ۱۲ شهر ۱۲ سنة۱۹۱۲ "، وأنه رغم أنه محاسب تخرج في كلية التجارة إلا أنه يكره الحساب كراهية شديدة.
ومن اعترافات صالح جودت أيضًا، شهادات الميلاد تكون عادة أحدا وثيقة في حياة الانسان. ولكن يبدو أن شهادة میلاده اقترنت بمشكلة... فعندما ولد كان أبي يعالج سكرات الموت بالمستشفى.
كان عمري - يوم هذه الحكاية - سبعة ايام. ولا أمن أنه كانت في اذنان تمان أو ذاكرة لمى تفاصيل الخلافة، ولا الالفاظ الجارحة التي تبودات بين ابي وفي يومند، وكل منهما متمسك بقراره. في اعتزازهما می بايبها وهو بشقيقه.. وأن وقتها وأرادت أمه أن تسميه عبد الرحمن. تيمنا باسم أبيها، فكان لها ما أرادت إلا أنه في اليوم السابع من مولده صنع الاطباء معجزة أنقذت أبيه من الموت، وخرج من المستشفى ليثير معركة كبيرة حول الطفل المنير، الذي اسمه عبد الرحمن، والذي يجب أن يكون إسمه "صالح" تيمنا باسم شقيق لأبيه والذي كان لامعًا في دولة القانون والأدب يومئنذ.
عرف الشعر من أبيه.. وكتب المقامات في طفولته
ويتابع "جودت" اعترافاته؛ قائلًا:" كان عمري - يوم هذه الحكاية – سبعة أيام، وكيف تمسك كل من أبيه وأمه بقرار تسميته، وكيف أنتصر أبيه في النهاية وتم تغيير أسمه من عبد الرحمن إلي صالح
ولكن الرجل انتصر في النهاية، وصلة العملاء شرعي بتغير الاسم، ومات عبد الرحمن وولد صالح جودت.
ويروى "جودت" كيف استمع إلى الشعر لأول مرة منذ نعومة أظافره يردده والده على مسامع ضيوفه في حديقة منزلهم بمصر الجديدة، وكيف عرف الكتاب في مكتبة والده الثرية؛ وكيف وكان آبيه كلما ضاق صدره، يمد يده الى كتاب منها بالذات يطيل النظر فيه، وأنه عندما تعلم فك الخط مالت يداه إلى هذا الكتاب، فعرفت من عنوانه ان اسمه "مقامات الحريري" وهو في سن السابعة أو الثامنة بالمدرسة الابتدائية ؛ وأنه قرأه في شهرين أو ثلاثة كاملًا وبدأ في تقليده حيث بدأ في كتابة المقامات.
اراد أن يصبح بطل مصر في البلياردو في شبابه
ومن الطفولة إلى مرحلة الشباب؛ حيث يعترف صالح جودت، أنه أراد أن يكون بطلًا رياضيًا وبالفعل بدأ في لعب البلياردو ولكن حينما جاء موعد لطولة مصر في البلياردو اجتمع أبطال اللعبة كل من مصطفي دياب، وحسن دياب، ونيقولا شارت، وأقنعوه بعد مناقشات طويلة أنه لا يصلح للبطولة.