حذّر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، من التداعيات الخطيرة للضربة الأمريكية الأخيرة ضد منشآت نووية في إيران، مؤكدًا أن ما حدث يمثل بداية محتملة لصراع مفتوح في المنطقة، وليس مجرد عملية محدودة.
وأوضح فهمي في تصريحات لـ"الدستور"، أن الضربة لم تستهدف فقط منشآت بعينها كأصفهان وفوردو، بل تشير إلى نية أميركية للوصول إلى كامل البرنامج النووي الإيراني، وربما تنفيذ ضربات لاحقة لتعزيز التأثير العسكري والسياسي.
وتابع: "هذه العملية قد تفتح الباب أمام محاولات إسقاط النظام الإيراني أو تغيير قواعد الاشتباك معه".
وأشار إلى أن الوضع مرشح للتصعيد، مع احتمالية دخول أطراف إقليمية مثل حزب الله والحوثيين، وتهديد الملاحة في الممرات الحيوية، واستهداف المصالح الأميركية في المنطقة.
المفاوضات القادمة لن تقتصر على الملف النووي فقط
كما شدد على أن المفاوضات القادمة لن تقتصر على الملف النووي فقط، بل ستمتد لإعادة صياغة طبيعة العلاقة الأميركية الإيرانية، وسط احتمالات لتحولات كبرى في قواعد اللعبة الإقليمية.
وختم فهمي بالتحذير من تأثير هذه التطورات على أمن الخليج العربي، معتبرًا أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة ستنعكس على الأمن القومي العربي بشكل مباشر، وقد تُفضي إلى نزاع إقليمي واسع النطاق.
وسبق، وأعلن التليفزيون الإيراني، مساء اليوم الأحد، عن موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، والقرار بانتظار مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
ويأتي القرار بعد تعرض إيران لسلسلة من الضربات الأمريكية، فجر الأحد، والتي استهدفت منشآت نووية مختلفة في إيران، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
ويمثل مضيق هرمز شريانًا حيويًا لنقل الطاقة من الخليج العربي إلى الأسواق العالمية، حيث تمر عبره غالبية صادرات النفط الخام من السعودية، إيران، الإمارات، الكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة "أوبك".
كما تنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، قرابة 100% من صادراتها عبر المضيق، ما يعادل نحو ربع استهلاك العالم من الغاز المسال.