كرم الصباغ: القصة رافقت الإنسان منذ كان العالم طفلًا يحبو (خاص)

صدرت حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، إقليم وسط وغرب الدلتا، المجموعة القصصية "طقوس نزع الزينة،" للقاص الناقد كرم الصباغ.

كرم الصباغ: “طقوس نزع الزينة” تستدعي التاريخ وتسقط ما به من أحداث على الواقع المعيش

وفي تصريحات لـ“الدستور” كشف كرم الصباغ، عن ملامح مجموعته القصصية الجديدة، لافتا إلي: "تبلغ عدد صفحات المجموعة مائة صفحة، وتضم بين طياتها تسع عشرة قصة، تتقاسمها أزمنة وعوالم شتى، الواقعي منها والفانتازي.

المجموعة تستدعي التاريخ في بعض قصصها وتسقط ما به من أحداث على الواقع المعيش؛ إذ تحمل في القلب منها الهم العربي عامة والفلسطيني خاصة نلمس ذلك في قصص "عرائس العتمة" و"ترانيم الاوجاع" و"نشيد الشمس"، يرثي الشهداء ويغوص في أعماق الأم الثكلى في "مسك الرمل"، ويصغي لأمل البعيد في قصته " في القلب غنت جنة" ويطلق العنان للخيال ويشتهي لحظة الانعتاق من ألم الاغتراب في "تابوت السوس" و"صبابات الطير" و"جمل الروح".

وكعادة كرم الصباغ يذوب في بعض قصصه في بيئة النجع والصحراء ينزع الزينة الكاذبة ويعري القيح ويكشف الزيف، ويؤسس للحلم عالما خاصا يطارد فيه أمنياته المبتورة في عدد من قصصه ك "دم اللذة"، و"ضفائر الأنين" و"أعراس الجبانة" و"رقصة وجع لفراشة وحيدة". 

438.jpeg

إطلالة علي إبداعات الكاتب كرم الصباغ

وتعد “مجموعة طقوس نزع الزينة” هي المجموعة السادسة في مسيرة الكاتب كرم الصباغ الأدبية؛ فقد صدر له من قبل أعمال، "رمال وجع الغائب"، و"يمام الوجد" و"بخفة عصفور" و"حزن يمامة" و"كبوح ناي قديم" و"ممرات بيضاء لغزالة وحيدة".

 بالإضافة إلى كتابين نقديين هما، "عطر السرد وجمره قراءات نقدية في الرواية العربية" و"عرائس السرد قراءات نقدية في القصة القصيرة" وله مجموعة قصصية تحت الطبع تصدر قريبا هي "كساء الجمر".

القصة رافقت الإنسان منذ كان العالم طفلًا يحبو

وحول إخلاصه لفن القصة القصيرة دونا عن غيرها من الأجناس الأدبية وخاصة الرواية، أوضح  كرم الصباغ لـ “الدستور”: "أستطيع أن أقول بدون مبالغة، إن السرد، والسرد القصصي القصير هو أقدر الفنون على تشكيل وعي الإنسان وصوغ أساليب تلقيه للعالم والتعبير عن الذات وإدراك الوجود.

إنَّ القصة رافقت الإنسان منذ كان العالم طفلًا يحبو، والإنسان يتلمس طريقه وسط السباع والضواري لا يؤنسه سوى رفيقة تحكي له ويحكي لها، هنا ولد الشغف بالحكاية، التي توارثنا عشقها فبتنا نبحث عنها في الحركة والسكون، في ثورة الطبيعة وهدوئها، في غضب الرجال وأفراحهم، في دلال النساء وأحزانهن، ألا يمكن عدُّ الإنسان كائنا قاصًّا بطبعه؟

وشدد الصباغ مختتما حديثه: "إن القصة القصيرة، والتي قد تتقحَّمها عينُ من لا يدركُ ماهيتها ووعورة مسالكها وخطورة شعابها، هي المعادل الموضوعي للحياة نفسها. هل منا مخبرٌ عن حياةٍ عرفها أو سمع بها، ووجدها حياةً طويلةً؟ أليست الحياةُ بنتَ القصرِ؟ أليست الحياةُ قصةً قصيرةً؟! وعظمة القصة القصيرة تتبدَّى في كونها قبسَ النار وليست النارُ ذاتَها. القصة القصيرة هي الندى لا المطر، هي الحذف لا الإضافة.. هي الجمل النادرة القليلة الموجزة، التي تقول ما تسكت عنه الشروحُ الكثيرة المسهبة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر مواد البناء مساء الأحد 22 يونيو 2025
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل