أثار الهجوم الأمريكي الأخير على منشآت إيران النووية الكثير من التساؤلات حول مدى الخطورة الإشعاعية التي كان من الممكن أن تنتج عن هذا الاستهداف العسكري، خاصة مع عدم رصد مستويات إشعاعية مرتفعة بعد الضربة.
في هذا السياق أوضح الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق عبر صفحة التواصل الاجتماعي أهمية التصميم العميق لبعض المنشآت النووية مثل فوردو ونطنز، ودور العمق في الحد من المخاطر البيئية المحتملة.
وفيما يلي تفصيل مختصر لأسباب غياب الإشعاع المرتفع عقب الضربة، ولماذا ساهمت البُنى العميقة لهذه المنشآت في تقليل الخطر وهل وجود المواد النووية علي أعماق كبيرة داخل فوردو بصفة خاصة ونطنز قلل المخاطر؟
رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق يجيب باختصار نعم ، قائلا وجود المواد النووية على أعماق كبيرة داخل منشأتي فوردو ونطنز يساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر الإشعاعية في حال تعرض المنشآت لهجوم عسكري وذلك في حالة استمرار وجودها وعدم نقلها لمكان اخر.
اولا: لماذا العمق يحمي من المخاطر الإشعاعية؟
- امتصاص الطاقة الانفجارية:
المنشآت العميقة تكون محمية بطبقات سميكة من الصخور والخرسانة، مما يخفف من تأثير الموجات الانفجارية ويقلل احتمالية تدمير الحاويات أو المواد النووية الحساسة. - احتواء التسربات:
في حال حدوث تلف جزئي أو تسرب محدود فإن العمق يعمل كـ"حاجز طبيعي" يمنع المواد المشعة من الوصول السريع للسطح أو للبيئة المحيطة. - صعوبة الاستهداف الكامل:
حتى القنابل المخصصة لاختراق التحصينات مثل GBU‑57 تحتاج إلى دقة عالية، وقد لا تصل إلى قلب المنشأة مما يُبقي بعض المواد في مأمن.
ثانيًا: طبيعة منشأتي فوردو ونطنز
منشأة فوردو علي عمق حوالي 80–90 متر تحت الجبل وتستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى 60% و مشأة نطنز حوالي 8–10 أمتار تحت الأرض (تحت سقف خرساني مسلح) ويحتوي علي أجهزة طرد مركزي من الجيل الحديث
فوردو تتمتع بأقوى مستوى تحصين، بُنيت داخل جبل اما نطنز فهي أقل تحصينًا من فوردو لكن لا تزال تحت مستوى الأرض، ما يمنحها بعض الحماية.
ثالثًا: هل العمق يمنع التسرب تمامًا؟
بالطبع لا ولكنه يقلل الاحتمالية والخطورة بحيث انه إذا دُمرت الأجهزة داخل المنشأة يمكن أن تحدث تسريبات محصورة داخليًا كما أن الخطر الإشعاعي البيئي يظل منخفضًا طالما لم يحدث دمار شامل لأنظمة التهوية والتخزين.
رابعًا: أثر العمق على انتشار الإشعاع للدول المجاورة
العمق يجعل من غير المحتمل أن:
تنتقل مواد مشعة مع الغبار أو الانفجارات إلى خارج إيران.
يتأثر الغلاف الجوي على نطاق إقليمي، ما لم يحدث انفجار هائل أو حريق في سطح المنشأة.
ختاما .. العمق يعمل كحاجز طبيعي يقلل بشكل كبير المخاطر الإشعاعية وهو ما حما إيران والمنطقة المحيطة بشكل كبير حتي الان ...ذلك بالطبع حال كانت هذه المواد النووية ما زالت موجودة في تلك الأماكن ولم تنقل لأماكن اخري.