تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل وإيران بعد تبادل الهجمات الصاروخية، لكن المفارقة كانت في تحول رمز الضحك "????" إلى بؤرة غضب إسرائيلية.
وفقاً لمراجعات شركة "سايبر وول" الأمنية، ارتفعت التفاعلات العربية والإسلامية باستخدام هذا الإيموجي على أخبار القصف الإيراني بنسبة 1300% خلال 48 ساعة، ما دفع المؤسسات الإسرائيلية لوصفها بـ"معاداة السامية الرقمية" .
البُعد النفسي.. الإذلال عبر الشاشات
إسرائيل أن استخدام الإيموجي الضاحك يُمرر رسالة نفسية مفادها: "الجيش الإسرائيلي لم يعد مرعباً"، فيما بلغت التفاعلات ذروتها عند تداول مقطع لمبنى منهار في تل أبيب مع تعليق: *"أحسنت إيران، عسى أن يغادروا العالم للأبد"* مُرفقاً بـ5 رموز ضحك ????، ما حوّل الحدث العسكري إلى سخرية جماعية .
تحويل الضحايا إلى "ميمز" في مشاهد موازية
تفاعل الإسرائيليون أنفسهم بسخرية مع فيديوهات قتل الأطفال في غزة عام 2023 باستخدام إيموجي التصفيق والقلوب، مما يعكس تناقضاً في الموقف من "السخرية من المعاناة" .
من "ضحكة" إلى اتهام بالتحريض
رفعت منظمة "سايبر وول" تقارير لمحكمة لاهاي تؤكد أن استخدام الإيموجي الضاحك مع عبارات مثل *"خيبر خيبر يا يهود"* (إشارة لغزوة تاريخية) يشكل تحريضاً على العنف. زادت هذه المنشورات من 15 يومياً إلى 1061 منشوراً في 24 ساعة خلال الهجمات .
واستندت إسرائيل إلى تجارب سابقة حيث اعتُبرت الرموز التعبيرية أدلة قضائية، ففي 2022، حكمت محكمة صينية بتعويضات بعد إرسال رمز "القنبلة" كتهديد، ما يفتح الباب لمحاكمة "جرائم الكراهية الرقمية" .
البُعد الثقافي.. الإيموجي كلغة مقاومة
بينما يُستخدم إيموجي الضحك عالمياً للتعبير عن الفرح (وفقاً لـ EmojiPedia)، حوّله العرب إلى أداة مقاومة نفسية ضد الرواية الإسرائيلية. مثال: تفاعل مستخدم عربي مع خبر إصابة مدنيين إسرائيليين بـ"????" بدلاً من "????"، ما يُظهر رفضاً لـ"استعطاف الضحية" .
ووفقاً لتحليل "هآرتس"، تعكس السخرية العربية رفضاً لصورة إسرائيل كـ"ضحية دائمة"، خاصةً مع استخدام الإسرائيليين نفس الرموز بسخرية عند تدمير غزة .
معايير مزدوجة في قراءة المشاعر
- خلال حرب 2023 على غزة، نشرت قنوات "تليجرام" الإسرائيلية فيديو لأم فلسطينية تبكي طفلتها المصابة، وتفاعل المستخدمون بمئات "الإيموجي الضاحك" والقلوب الحمراء ، وهذا يكشف تناقض اتهامات "معاداة السامية" عند استخدام الضحك ضدهم .
و وفقاً لموقع Sawt Al Farah، فإن معنى ???? يختلف بحسب السياق. فبينما يعبّر عن "الفرح المفرط" في المحادثات اليومية، يصبح في السياق السياسي تعبيراً عن الرفض أو السخرية من القوة .
حروب المستقبل بالإيموجي
وفق خبراء: فإن تحويل "إيموجي الضحك" إلى سلاح غير تقليدي في الصراع العربي-الإسرائيلي، يكشف هشاشة الجبهة النفسية الإسرائيلية فـ"ضحكة" افتراضية تزعزع أكثر من صاروخ، بل بالإيموجي الذي يضحك... وهو ما قد يكون أخطر على إسرائيل من أي هجوم.