لم يكن ذلك المتمثل لجسد «دينزل واشنطن»
كطبيب عسكرى
يؤدى تحيته العسكرية لـ«أنطونى فيشر»
مريضه وطبيبه فى آن
لكونه هزم كل هزائمه
وعكس مرآته فى وجه جميع من خذله
حتى إن أطرق الجميع رءوسهم؛ يولى وجهه
ويسير صوب براءته
تاركًا لهم كوبًا باردًا من غفرانه
على طاولة أرواحهم المغشى عليها من الغلبة
بل كان يؤديها لى
هكذا أخبرنى الله
فى ابتسامة داعمة
وانا عائمة فى نهرين يبدآن بعينى ويذهبان فى داخلى
فيدفعان تلك الأبواب المغلقة على صمودى
ويعيدان فتح حسابات الإنفاقات المدينة لروحى
بالبقاء الملكى
رغم تعاظم الركام!
أفتح ذلك الخطاب الذى أودعته قلب أمى وهى نائمة
خشية ألا أوقظها فينفضح أمر افتقادى لها
وهى المثقلة بثلاثة غيرى؛ من بطنها
وعشرة- أو يزيد- فى ظهرها
رشقتهم بجسدها شجرة «التين الشوكى» المنتفخة فى صحن دارنا
تاركة أمر انتزاعهم- وأوزارهم- من لحمها الحى
لأسباب أخرى غير كونها «مريم»
فأكون ابنة عاقة
وغير شاكرة
لتلك التى أنجبتنا دون أن يمسسها بشر
وتحملت الآلام من قومها
ولم تصلنا من ربها رسالة هادية
ونحن المصلوبات على جذوع نخلة
تأكل الجوارح من أرواحنا
دون أن يلتفت إلينا من المارة
إلا المشتهون لما نضج من لحمنا
وحتى يتبخر رأسى
حين تصعدنى الشمس فى عينى أبى
وأنا أقف فى جنونه المتشعب
بين كسر أرجلنا وجبر قوامنا
أسحبه من عينيه
«منفضة» بقايا سيجارته من عينى قبل الدخول
ماسحة آثار قدميه من جسمى قبل التعرى
كاشفة عن وجه طفلته التى تركها على كتف أحلامى
حتى شبت تجر أذيال خيبتى
وتشردى فى أثره
قاتلة حنقى
أستدعى جوع أبوته
ليلقمنى- من صحرائى- فى أحضانه
وأستقى شربة ماءٍ من بدنه
فتنبت الأشجار فى جسدى
وتجرى الأنهار فى أوردتى
فأحفظ الروح من معاركى
وأرتدى ذلك الزى العسكرى
الذى ارتداه «أنطونى فيشر»
وأهزم كل مخاوفى
مثلما أهزم كل ما هزمنى
وارتفع حتى اكتمال خلقى
وتسليم قلبى
ذلك الذى استودعته بكارتى
ليفضها أول المصدقين لبراءتى
من دونيتهم
تستطيعون الآن أن تؤدوا لى التحية العسكرية
فأنا الآن استطيع أن أبتسم لكم.
