أكد علاء شلبي، الباحث السياسي، على أنه يمكن تصور أن اليمين المتطرف الأمريكي يلتقي مع اليمين الفاشي الإسرائيلي، في هدف تأكيد الصبغة الدينية للصراع والتنبؤات الأسطورية للصراع في المنطقة العربية مهد الأديان السماوية، مشيراً إلى أن تبقى المصالح الاقتصادية والتجارية العنصر الحاسم الذي يحسم تصرفات الحكومات أياً كان لونها الديني أو الإثني أو الأيديولوجي.
حكومة اليمين الفاشية
وأضاف «شلبي»، في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن حكومة اليمين الفاشية في إسرائيل تهتم للغاية بمنح الصراع في المنطقة الصبغة الدينية، حيث تفضل أن يكون خصومها من رافعي الشعارات الدينية، ومن أبرزهم دون شك حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن ما يجمع حكام إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأوروبية هو هدف إضعاف القوى الإقليمية العربية وغير العربية في المنطقة، لضمان ممارسة قدر أعلى من النفوذ الذي سيحظى باستدامة، وهو ما يسمح لهذه القوى بالحديث عن مصالحهم في المنطقة، والمقصود بالمصالح بطبيعة الحال هو الموارد التي تعود ملكيتها لشعوب المنطقة.
حقب تاريخية وعهود مختلفة
وأوضح أن ذلك هو الدافع لإضعاف المنطقة و دولها عبر حقب تاريخية وعهود مختلفة، حيث العصر الحديث على الأقل منذ 1824 فيما عرف بحرب المورة أنذاك، وفي الآونة الراهنة، حيث يتصاعد المخاض الدولي نحو نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، مشدداً على أنه يمكن أن تفقد فيه واشنطن النظام الأحادي القطبي، كما بات من الملح جداً لاستدامة الهيمنة الغربية حسم الصراع مبكراً على مناطق النفوذ في المنطقة، مشيرًا إلى أن التبجح الإسرائيلي الراهن بتسمية "إسقاط النظام في إيران" كهدف للعدوان الإسرائيلي الجاري سيكون أمراً بالغ الخطورة إذا ما تورطت الإدارة الأمريكية في دعمه كهدف، حيث تتسم التركيبة السكانية الإيرانية بتنوعات عميقة، وتفتقد للتماسك بسبب الصراعات ذات الطابع الإثني بين المكونات، وسيكون لإسقاط النظام من الخارج تداعياته شديدة الخطورة على المنطقة، وعلى نحو أكثر سوءاً مما عرفته المنطقة عقب غزو العراق 2003 واندلاع الحرب الأهلية في سوريا 2012، كما أنه لا يمكن أن نتجاهل أن انتصار إسرائيل في الصراع الجاري مع إيران سيكون من شأنه أن يمنح اليمين الديني الفاشي في إسرائيل مزيداً من الوقود لقيادة المنطقة برمتها إلى التهلكة.