منذ الساعات الأولى للعدوان على غزة في 7 أكتوبر، لم تتأخر مصر لحظة عن أداء واجبها الإنساني والتاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، فبينما اكتفت بعض الأصوات بالشجب أو الشعارات، تحركت القاهرة على الأرض، بأذرعها الرسمية والمدنية، لتقديم دعم شامل ومستمر، سياسيًا وإنسانيًا.
في الحرب، تتكلم الأفعال.. ومصر لم تتحدث كثيرًا، لكنها فعلت كثيرًا، ومع مرور شهور الحرب، بقيت مصر وحدها تقاتل من أجل أن يصل الدواء للطفل الفلسطيني، والكرامة للأسرة المحاصرة، والحق لشعب لا يزال يحلم بالحرية.
حيث ظل معبر رفح مفتوحًا، رغم استهدافه دائمًا، ويشكل البوابة الإنسانية الوحيدة لغزة، وعملت مصر على مدار الساعة لتيسير عبور المساعدات والجرحى، وأقامت مركزًا لوجستيًا متكاملًا في العريش لتخزين وتجهيز القوافل الإغاثية.
بالأرقام.. جسور الخير المصرية
- أكثر من 35 ألف طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية دخلت القطاع.
- 1500 شاحنة محمّلة بالمساعدات عبرت من مصر إلى غزة.
- استقبال آلاف الجرحى والمصابين في مستشفيات العريش والإسماعيلية والقاهرة.
- إنشاء مستشفيات ميدانية ومعسكرات طبية عاجلة على الحدود.
كما شارك التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في تقديم أكبر قوافل مساعدات مدنية لغزة، تضمنت غذاء ودواء وملابس وأغطية، إلى جانب دعم نفسي للأطفال وأسر الضحايا، كما شاركت مؤسسات التحالف في تجهيز المستشفيات وتوفير أطباء متطوعين.
دعم سياسي لا يعرف التراجع
في الوقت الذي روج فيه البعض لأفكار "التهجير"، وقفت القاهرة صلبة، معلنة "لا لتهجير الفلسطينيين"، ورفضت استخدام أراضيها لهذا الغرض، كانت مصر صوت غزة في كافة المحافل الدولية، تنادي بوقف فوري لإطلاق النار، وإغاثة المدنيين، وفتح مسار سياسي جاد نحو حل الدولتين.
ولم تقدم القاهرة دعمها من باب الدعاية، بل من منطلق التزامها التاريخي، فالجهد المصري كان ثابتًا، يوميًا، ميدانيًا، وواقعيًا، لا يعتمد على الخطابات، بل على الشاحنات والمستشفيات والمعابر المفتوحة.