قال الدكتور مجيد بودان، أستاذ القانون الدولي، إن الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسه فرنسا وألمانيا، إلى جانب بريطانيا، يدفع حاليًا باتجاه إيجاد حل دبلوماسي للصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، محذرًا من أن استمرار التصعيد ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن الأوروبي والهجرة الجماعية.
وأوضح بودان، خلال مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، أن القانون الدولي يلزم باللجوء إلى الحلول السلمية، ويرفض استخدام القوة، لافتًا إلى أن الضربة العسكرية التي نفذتها إسرائيل كانت تهدف لحسم سريع، لكنها بعد عدة أيام لم تحقق أهدافها العسكرية، بل أصبحت في موضع انتهاك للقانون الدولي، ما دفع الأوروبيين إلى تكثيف جهودهم لإقناع الولايات المتحدة بضرورة منح الأولوية للمسار التفاوضي.
وأشار إلى أن القلق الأوروبي لا يقتصر على الجانب القانوني فقط، بل يمتد إلى التداعيات الواقعية، خاصة مع تصاعد موجات الهجرة المحتملة من إيران باتجاه تركيا ومنها إلى أوروبا، وهو ما حذر منه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صراحة، مؤكدًا أن أوروبا لا ترغب في تحمّل تبعات ديموغرافية واجتماعية جديدة نتيجة الحرب.
كما لفت إلى أن العلاقات بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي تشهد توترًا متصاعدًا، انعكس في احتجاز مواطنين أوروبيين داخل إيران، واستخدامهم كورقة ضغط، وهو أمر مرفوض قانونًا وأثر على مسار التفاوض.
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، وصف "بودان" ما تفعله واشنطن بـ"الضبابية الاستراتيجية"، مؤكدًا أن هذه الضبابية متعمّدة ومستخدمة تاريخيًا في إدارة الأزمات، وتُعد وسيلة ضغط على إيران لردعها عن التصعيد، من دون إعلان موقف أمريكي واضح، وهو ما يجعل طهران مترددة في اتخاذ قرارات حاسمة خشية تدخل مفاجئ.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية غير راغبة في التورط المباشر في الحرب خلال الفترة الحالية، على الأقل خلال الأسبوعين المقبلين، نظرًا للانقسامات الداخلية، خاصة داخل الحزب الجمهوري بين تيار ترامب وباقي مراكز القرار.
