على الرغم من عدم تدخلها بشكل مباشر في المواجهة المحتدمة بي إيران وإسرائيل في أعقاب الاعتداء السافر للأخيرة على الأراضي الإيرانية بداية من يوم 13 يونيو الجاري، إلا أن التدخل الأمريكي في الصراع بات وشيكُا في أعقاب تعالي التصريحات الصادرة من البيت الأبيض حول الضربة الأمريكية والتي تتراوح من ساعات محدودة إلى أسبوعين بحسب أحدث تصريح للمتحدثة باسم البيض الأبيض.
وبعد مرور أسبوع على الحرب، بات السؤال الذي يشغل العالم أجمع؟، هل تستمر واشنطن على موقفها الرافض للتدخل المباشر في الصراع الإيراني – الإسرائيلي، حيث تصر الولايات المتحدة على رفض المشاركة المباشرة في الحرب والاستمرار في إمداد إسرائيل بالسلاح والعتاد والمعلومات الاستخباراتية والتوجيه بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى الدروع ومنظومات الدفاع الجوي لدعم إسرائيل في التصدي للهجمات الإيرانية.
هل تتدخل واشنطن لحسم المعركة بين إسرائيل وإيران؟
وفي هذا الشأن، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال ابو زيد، إن التأخر الأمريكي في اتخاذ قرار، وبالتحديد تأخر ترامب في اتخاذ قرار الاشتباك المباشر في العمليات العسكرية يرجع إلى عدم ورود التقارير الاستخباراتية لتقدير الموقف، والتي من الواضح أنها لم تعطي صورة واضحة لسيناريوهات التدخل الامريكي.
وأضاف "أبو زيد" أن الحديث الدائر حول إقدام أمريكا على تدمير مفاعل "فوردو" قد لا يكون منطقي، وبخاصة لأن ترامب لا يريد أن ان يعطي مجالا لنتنياهو بان ينقل أزمات اليمين الاسرائيلي ويضعها في حضن الإداره الأمريكيه، ويتكرر هنا نموذج وسيناريو الاشتباك مع الحوثيين، والذي استمر 54 يومًا وكلف الولايات المتحدة الأمريكية 4 مليار دولار على الأقل.
وأوضح الخبير العسكري في تصريحات تليفزيونية أن "ترامب" من الواضح أنه سيكون حذر هذه المرة حول اتخاذ قرار الاشتباك المباشر مع إيران، ويريد الإحاطة الكاملة بتفاصيل الاشتباك الأمريكي أمام إيران.
من جهتها ترى الدكتوره نهى بكر، استاذ العلوم السياسية، أنه من الصعب التكهن بالسيناريوهات المستقبلية للحرب في ظل المعطيات الحالية، وبخاصة في أعقاب التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية بأن ترامب سيعلن خلال أسبوعين عن قرار الولايات المتحدة للتدخل في الحرب أم لا.
وأضافت "بكر" في تصريحات تليفزيونية أن القرار الأمريكي حول التدخل في الحرب من عدمه سيحدد مستوى التصعيد الذي سنشهده في الفترة المقبلة وإمكانية إنهاء الحرب أو إطالة أمد الحرب، فالوبلايات المتحدة هي العنصر الحاسم في هذه المسألة حيث تقدم دعم غير محدود لإسرائيل في هجماتها على إيران، وكذلك دعم منظومة الدفاع عن الأراضي المحتلة في مواجهة الصوراريخ الإيرانية التي باتت تشكل خطرًا كبيرا على إسرائيل بعد أن استهدفت مواقع حيوية خلال الأيام الماضية.