الجارديان: الضربات الإسرائيلية لم تقض على البرنامج النووي الإيراني أو طموحات طهران النووية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في غضون أيام قليلة من الحرب، قتلت إسرائيل أكثر من اثني عشر من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، بالإضافة إلي عدد كبير من القادة العسكريين، وهاجمت عدد من المواقع النووية المهمة.

ويتفق القادة العسكريون الإسرائيليون وخبراء منع انتشار الأسلحة النووية الدوليون على أن هذا كان عرضا قويا للهيمنة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، لكنه لم يلحق أضرارا جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني المحمي بشدة، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

إستخدام إسرائيل للقوة قد يدفع إيران لتسريع جهودها للحصول علي قنبلة نووية

وبعيدا عن الحد من الانتشار النووي، فإن مقامرة إسرائيل باستخدام القوة من الممكن أن تدفع إيران إلى تسريع جهودها للحصول على قنبلة نووية إذا انتهى الصراع الحالي من دون التدمير الكامل للبرنامج النووي أو التوصل إلى اتفاق مع ضوابط صارمة وسلطات تفتيش واسعة النطاق.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، في تصريحات للصحيفة، إن الهجمات الإسرائيلية أخرت قدرة إيران على صنع سلاح نووي فعال لبضعة أشهر.

لكن مسؤولي المخابرات الأمريكية يعتقدون أن طهران كانت على بعد ما يصل إلى ثلاث سنوات من القدرة على صنع سلاح نووي، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مما يجعل هذا التأخير غير مهم نسبيا.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه شن الهجمات لأن إيران كانت على أعتاب امتلاك قنبلة نووية. ولكن حتى لو كان هذا صحيحا، فإن الضربات التي وجهت حتى الآن لن توفر الكثير من الوقت، وربما لا تتمكن إسرائيل من إحداث المزيد من الضرر الدائم من دون مساعدة الولايات المتحدة، وفقا للصحيفة.

التضربات الإسرائيلية تثير الخوف لدي القيادة الإيرانية

وما حققته الهجمات هو إثارة الخوف لدي القيادة الإيرانية والغضب بين الشعب الإيراني. إن الكراهية التي يكنها العديد من الإيرانيين لحكومتهم لم تخفف من رعب الضربة الصاروخية التي أسفرت عن مقتل العشرات من الأطفال في منازلهم، كما أن الأوامر الإسرائيلية بإخلاء أحياء بأكملها أثارت شبح مصير غزة القاتم.

لقد طورت إسرائيل ترسانتها النووية الخاصة كرادع، على الرغم من أنها لم تعترف رسميا قط بما هو سر مكشوف. ويعتقد كثيرون في إيران أنهم في حاجة إلى الشيء نفسه، ومن المرجح أن تكون هذه الحرب قد خففت من الاستياء العام إزاء تكلفة صنع قنبلة نووية، بحسب الصحيفة.

وبعد انهيار الوكلاء الإقليميين الذين كانوا بمثابة الدرع الدفاعي للنظام الإيراني خلال العام الماضي، كان هناك تركيز أكبر داخل إيران على ضرورة وجود برنامج نووي، وفقا لسيما شاين، المتخصصة في الشؤون الإيرانية ورئيسة الأبحاث السابقة في وكالة استخبارات "الموساد" الإسرائيلية.

وقالت، في تصريحات للصحيفة: "لم يسبق لي أن رأيت الكثير من الحديث عن القدرة العسكرية النووية كما رأيت في العام ونصف العام الماضيين،" مضيفة أن معظم الحديث ركز على قرار إيران بعدم صنع قنبلة، وليس على قدرتها على القيام بذلك.

واتفق مسؤول عسكري غربي يتمتع بخبرة في المنطقة، على أن الهجمات الإسرائيلية، على الرغم من تأطيرها على أنها ضربات استباقية، من المرجح أن تكون حافزا لدفع إيران نحو صنع قنبلة نووية. وقال، في تصريحات للصحيفة: "وجهة نظري الشخصية هي أنه إذا كانت لديهم القدرة بعد ذلك علي صنع قنبلة نووية فأنهم سيسعون إلي ذلك بأسرع ما يمكن."

منشأة فوردو

إن العقبة الأكبر أمام التدمير العسكري للمشروع النووي الإيراني تتمثل في المنشأة الموجودة في فوردو بالقرب من مدينة قم، والتي تقع على عمق كبير تحت الجبل لدرجة أنها بعيدة عن متناول حتى أقوى الأسلحة الإسرائيلية. فهي تضم أجهزة طرد مركزي وجزء كبير من اليورانيوم العالي التخصيب في البلاد، والقنابل الوحيدة التي قد تكون قادرة على تدميرها هي أقوى الأسلحة الأمريكية القادرة على اختراق المخابئ، وفقا للصحيفة.

وحذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، من أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تفكيك البرنامج النووي الإيراني بمفرده.

وأضاف أن الجيش يستطيع بدلا من ذلك تهيئة الظروف للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد، بوساطة الولايات المتحدة، من شأنه أن يمنع البرنامج النووي الإيراني تماما.

نتنياهو يفضل التعاون العسكري الأمريكي على الحل الدبلوماسي

ولم يترك نتنياهو مجالا للشك في أنه يفضل التعاون العسكري الأمريكي على الحل الدبلوماسي، ويشجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على المشاركة في الحرب ضد إيران. ولا يحلم الزعيم الإسرائيلي بتدمير البرنامج النووي فحسب، بل يحلم أيضا بتغيير النظام في طهران، بحسب الصحيفة.

وقال فالي نصر، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، في تصريحات للصحيفة: "نحن نقلل من شأن التأثير النفسي لحرب غزة، بما في ذلك على الإيرانيين الذين يكرهون الحكومة."

وأضاف أن إسرائيل تري حكومة غزة سيئة وشريرة، وتم استخدام ذلك كمبرر لشن عدوانها، مشيرا إلي أن تل أبيب أظهرت نوعا من الاستعداد للقتل متى شاءت، وخاصة المدنيين.

وقد تفاقم الخوف من الهجمات الإسرائيلية بسبب التسامح الغربي مع عمليات القتل الجماعي، والتكتيكات العسكرية المتطرفة التي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، بأنها جرائم حرب.

جرينبيرج: لقد كان هناك دائما هوس في إسرائيل بقصف المواقع النووية الإيرانية

وقال أليكس جرينبيرج، المحلل والباحث في الشأن الإيراني سابقا في قسم أبحاث الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي، في تصريحات للصحيفة: "لقد كان هناك دائما هوس في إسرائيل بقصف المواقع النووية. حتى لو كان من المستحيل تدمير فوردو من الجو، فهناك أساليب أخرى."

ومن المرجح أن استيلاء إسرائيل على جزء كبير من الأرشيف النووي الواسع النطاق منحها إمكانية الوصول إلى خطط فوردو، الأمر الذي قد يسهل شل أنظمة الدعم، أو منع الوصول، أو حتى إرسال قوات خاصة لتدمير المحطة في عملية برية، وفقا للصحيفة.

وهناك سابقة لهذه الأساليب في غارات إسرائيلية أخرى. وقد أدى هجوم، هذا الأسبوع، على إمدادات الكهرباء لمنشأة أخري لتخصيب اليورانيوم في نطنز إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي من خلال التسبب في خروجها عن السيطرة.

وفي العام الماضي، أرسلت إسرائيل قوات كوماندوز من القوات الخاصة لتدمير مصنع صواريخ تابع لحزب الله تحت الأرض في عمق سوريا. ولدي فوردو دفاع قوي، ولكن بما أن إسرائيل تدعي الآن أنها تهيمن على المجال الجوي في غرب إيران، فيمكنها إرسال قوات خاصة من النخبة على متن طائرة من طراز"C-130" لمحاولة اقتحام الموقع، بحسب الصحيفة.

أولبرايت: التوصل إلي اتفاق من شأنه القضاء نهائيا على طموحات إيران النووية

وقال ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، في تصريحات للصحيفة، إنه على الرغم من تفضيل نتنياهو لحملة تدمير عسكرية، فإن التوصل إلى اتفاق لتقييد الأنشطة النووية الإيرانية ومن خلال نظام تفتيش صارم من شأنه القضاء نهائيا على الأرجح علي طموحات إيران النووية.

وأضاف: "إحدى المشاكل التي تعيب استراتيجية إسرائيل هي أنها إذا توقفت عن القصف، فإن إيران قادرة على إعادة البناء. ومن ثم يتعين علي إسرائيل البدء بالقصف مرة أخرى."

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سحب شاحن هواتف شهير من الأسواق !
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل