قال د.محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ إنه لا سبيل للخروج من المأزق الذي وضعت فيه إسرائيل وأمريكا منطقة الشرق الأوسط كاملة سوى التراجع عن ما بدأوه، فحالة الحرب التي انطلقت في المنطقة منذ قرابة عامين هي نتاج الصلف الإسرائيلي والتعنت والإستقواء بأمريكا، وأكد مسلم أن ما بدأ في غزة من غرور إسرائيلي لم يصمد كثيرا في مواجهة إيران، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد للخروج من أزمة إيران وإسرائيل والحرب المشتعلة في المنطقة هو محاولة الضغط على أمريكا لدفع إسرائيل إلى التراجع عن الحرب.. نقول دفع إسرائيل لكنها في حقيقة الأمر تملك إجبار إسرائيل على التراجع.
د.محمود مسلم: لا سبيل لإنهاء حرب إيران وإسرائيل سوى تدخل أمريكا
جاء هذا خلال ندوة تحت عنوان "روسيا والعالم العربي.. نحو مراكز صنع قرار جديدة على الساحة الدولية" والتي عقدت على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، كجزء من تحضيرات قمة "روسيا - العالم العربي" والتي تنعقد في أكتوبر المقبل، شارك في الندوة عدد من السياسيين والإعلاميين الروس والعرب، على رأسهم ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، مايا مناع مديرة قناة روسيا اليوم بالعربية، عبد الرحيم النعيمي الرئيس التنفيذي لدائرة التسويق والاتصال لشبكة أبو ظبي للإعلام، عضوان الأحمري رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، عبد الله بوحجي مدير عام وكالة الأنباء البحرينية، وأدار الندوة الإعلامي عمرو عبد الحميد مدير مركز الدراسات العربية الأوراسية.
وحذر مسلم في كلمته من استمرار حالة التهاون والاستهتار بالحرب والحديث الأرعن عن استمرارها أو اتساعها، مؤكدا أنها تهدد استقرار الشرق الأوسط كاملا، وستنذر بمزيد من الصراعات، إذ أنها لن تتوقف عند حدود إيران وإسرائيل، بل ستتجاوزهما إلى مناطق أخرى، خاصة مع تزايد التحالفات التي تتم في كل جانب، رافضا المقارنة أو حتى مجرد التشبيه بين حرب إسرائيل وإيران وبين حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة، قائلا: لا وجه للتشابه ولا مقارنة من أي نوع، ما فعلته إسرائيل في غزة عدوان له فصول على مدار سنوات طوال، وما فعلته في إيران عدوان أيضا، يخالف كل القوانين والمواثيق الدولية، لكن إيران تملك الرد، فيما أستقوت إسرائيل على غزة وضربت الأطفال والعجائز والمستشفيات ومنعت الأغذية وحاصرت كل مظاهر الحياة، وكل هذا برعاية أمريكية، وعلى أمريكا مثلما رعت الحرب أن ترعى إنهائها وفورا.
سياسيون وإعلاميون روس وعرب على مائدة حوار "روسيا والعالم العربي وصنع القرار"
وأكد مسلم أن روسيا في منطقة الشرق الأوسط لم تكن يوما دولة احتلال، بل كان ولازال التعاون بين روسيا والعالم العربي في مختلف المجالات والمناحي مثار تميز في علاقة المنطقتين، مشيرا إلى دور كبير تلعبه مصر في إرساء السلام بالمنطقة وفي كل مناطق النزاع والحروب، مرات عبر التفاوض السياسي والجلوس على مائدة المفاوضات، ومرات عبر القوى الناعمة التي تحاول أن يكون لها أثر وتأثير في ثقافات الشعوب المتحدثة باللغة العربية والناقلة عنا، ورغم هذا الجهد المبذول من قبل مصر، فإن الصراع يتزايد ويتفاقم ويخرج عن حدود السيطرة حين يستمع كل طرف إلى صوته مفردا، ويتناسى أن منطقة بالكامل تضار بسبب تعنت وصلف واستعلاء واستقواء.. مؤكدا أن دورا غير إيجابيا تلعبه السوشيال ميديا في خطاب الرأي العام، لدرجة أنها قد تقود الإعلام لنتائج شديدة الخطورة، تزيد من حالة التشتت وتؤثر على درجة الوعي بالمعلومات وبالأحداث، وكلها مشاهد مرتبطة بالحرب وبحالة عدم الاستقرار التي باتت المنطقة تعيشها منذ سنوات.
وفي هذا السياق أشاد مسلم بقدرة قناة روسيا اليوم بالعربية على الاحتفاظ بمساحة المهنية والموضوعية، وقدرتها على التواصل مع مواطني الشرق الأوسط بما حققته من مهنية، بدا هذا في عدم انحيازها ضد الشرق الأوسط وقضاياه، وعدم تبنيها خطابا سياسيا مسبقا، وقدرتها على تلبية احتياجات المشاهد من المعرفة وتقديم كل الأراء، وهو الأمر الذي لا تتحه وسائل إعلامية وقنوات أخرى مارست الانحياز الفج ضد قضايا الشرق الأوسط فسقطت من دوائر متابعة مواطنيه.