أعلنت الحكومة الإيرانية، فرض قيود على الوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية، مبرّرة ذلك بـ"دواعٍ أمنية"، بعد تعرض عدد من مؤسساتها، بينها المصارف، لهجمات إلكترونية أحدثت خللاً في أنظمتها.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الحكومة في طهران أن هذا القرار يأتي في إطار حماية الأمن القومي والمواطنين، مشيرة إلى أنه سيتم الاعتماد على شبكة الإنترنت الوطنية بدلاً من الشبكة العالمية في المرحلة الراهنة.
وفي سياق متصل، قررت السلطات الإيرانية تمديد تعليق جميع الرحلات الجوية حتى الساعة الثانية من صباح السبت بالتوقيت المحلي، من دون الإشارة إلى أسباب مباشرة لهذا القرار.
من جهته، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن بلاده غير مستعدة لأي مفاوضات طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "شريكة" في تلك الهجمات حتى وإن لم تعلن مشاركتها رسميًا.
وأضاف عراقجي: "برنامجنا الصاروخي وقدراتنا الدفاعية غير قابلة للتفاوض، والدفاع عن بلادنا لن يتوقف"، مؤكدًا عدم وجود أي تواصل مع واشنطن في ظل الظروف الحالية، لكنه أبدى استعداد طهران للحوار مع بقية الدول.
وأشار إلى أن المفاوضات الجارية مع الترويكا الأوروبية في جنيف تتركز على الملف النووي وبعض القضايا الإقليمية فقط.
وفي تطور لافت، كشف محمد حسين رنجبران، مستشار وزير الخارجية، عن إحباط "مؤامرة خطيرة" كانت تستهدف الوزير عراقجي في العاصمة طهران، متهماً إسرائيل بالمسؤولية المباشرة عن التخطيط لها.
وأوضح رنجبران في منشور عبر منصة "إكس" أن الحديث عن سفر عراقجي إلى جنيف أثار مخاوف أمنية من إمكانية تعرضه لمحاولة اغتيال، واصفًا التهديد بأنه "واقعي وجاد".
وقال إن الخطة أُحبِطت بفضل "التدابير الأمنية الدقيقة التي اتخذها الجنود المجهولون في الأجهزة الأمنية"، دون الخوض في تفاصيل المخطط أو الجهات المتورطة فيه.
واختتم رنجبران بيانه بالدعوة إلى دعم وزير الخارجية وفريقه الدبلوماسي، مؤكدًا أن عراقجي "يسير على نهج الشهيد قاسم سليماني ويضع الشهادة نصب عينيه"، وفق تعبيره.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر الأمني والسياسي في إيران، بالتزامن مع اشتداد المواجهة مع إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.
