كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا، في أحد المكاتب الإدارية بشركة خاصة في منطقة الوراق، حيث الأجواء المعتادة داخل الطابق الثالث.
ضجيج آلات الطباعة، صوت الأقدام في الممر، وهمسات الموظفين، كل شيء كان طبيعيا، حتى صدر صوت عكر صفو ذلك الهدوء.
صرخة حادة قطعت صمت المكان، لحظة واحدة فقط كانت كافية لقلب المشهد من حالة عمل إلى دائرة تحقيق، ومن زمالة مهنية إلى واقعة جنائية.
مشهد البداية
الموظفة "أ.س"، شابة في مقتبل العشرينات، اعتادت التوجه إلى الشركة مقر عملها، كانت تعتبر ذلك المكان هو بيتها الثانى، وزملائها هم بمثابة اسرة أخرى لها.
لكن يبدو أن أحدهم قرر يخلف ظنونها ويكسر تلك القاعدة، بتصرفاته المريبة الغير أخلاقية.
فبحسب بلاغ الفتاة لرجال المباحث قالت إنها لاحظت احد زملائها يتصرف تصرفات مريبة، و يحدق بعيونه على أجسام الموظفات.
مشهد مفزع
وفى أحد أيام العمل المعتادة، كانت منهمكة في ترتيب ملفات على مكتبها، فشعرت بوجود أحد خلفها.
استدارت، لتجد فرد الأمن المسؤول عن الدور، رجل خمسيني، يقترب منها بشكل غير مبرر.
صرخة كشفت المستور
في تلك اللحظة، كما قالت في محضر الشرطة، امتدت يد المتهم ليلامس جسدها، تجمدت للحظة، ثم انفجرت في صرخة استغاثة، لم تحتملها جدران المكان.
تدخل العاملين وبداية التحرك
هرع الموظفون ناحية الصوت، ليجدوا الشابة في حالة انهيار عصبي، وتشير إلى المتهم بارتباك واضح، بدا على الرجل التردد، وحاول التبرير قائلا: "مقصدش"، مشيرا إلى أن "ما حدث لم يكن مقصودا"، إلا أن علامات الصدمة والانزعاج كانت بادية على وجه الفتاة، وجعلت الموقف لا يحتمل الصمت عليه.
تم إخطار المسؤولين في الشركة بالواقعة، وجرى التحفظ على المتهم داخل إحدى الغرف لحين حضور الشرطة.
القبض على المتهم
بلاغ رسمي وصل إلى قسم شرطة الوراق، وتلقى المقدم محمد طارق، رئيس المباحث، إخطارًا من غرفة العمليات بالحادث.
تحركت قوة أمنية إلى موقع البلاغ، وتم القبض على المتهم، الذي أُحيل مباشرة إلى ديوان القسم.
أقوال المتهم
أمام رجال الشرطة، انكر المتهم الواقعة، وقال أنه لم يلامس الفتاة وأنها تتهمه بواقعة هو بريء منها.
قرارات النيابة
استمعت النيابة العامة إلى أقوال المجني عليها وعدد من العاملين في الشركة، وطلبت تفريغ كاميرات المراقبة كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.
