أظهرت صور الأقمار الصناعية اصطفاف لطائرات وقاذفات استراتيجية أمريكية في قاعدة دييجو غارسيا في المحيط الهندي، حيث يعتقد أن تلك القاعدة هي القاعدة التي يمكن أن تنطلق منها الضربات الأمريكية تجاه يران.
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت قبل يومين وجود أربع طائرات من طراز B-52 قادرة من الناحية الفنية على إسقاط قنبلة GBU-57 التي يبلغ وزنها 13600 كيلوغرام، وهي القنبلة اللازمة لاختراق الشبكة النووية الإيرانية تحت الأرض.
وقالت صحيفة ذا ناشيونال أن الصور تم رصدها بواسطة شركة Planet Labs لتصوير الأقمار الصناعية التجارية، التي أكدت وصول ست طائرات حربية متعددة المهام من طراز إف-15 في الأيام الأخيرة وسيتم استخدامها لحماية القاعدة الجوية من هجوم إيراني بطائرات بدون طيار أو صواريخ كروز.
طائرات التزود بالوقود
وتتواجد هناك ست طائرات صهريجية من طراز KC-135، مما يمنح أمريكا خيار تزويد الطائرات بالوقود أثناء اقترابها من إيران إذا لزم الأمر.
وهناك احتمال أنه مع بقاء حركة الطائرات في دييغو غارسيا سلسة، فإن قاذفات الشبح من طراز B-2 Spirit قد تهبط هناك، بعد أن تم رصدها في الأشهر الأخيرة.
تُستخدم جزيرة دييغو غارسيا، أكبر جزر أرخبيل تشاغوس، كموقع لقاعدة عسكرية مشتركة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية منذ سبعينيات القرن العشرين نظرًا لموقعها الاستراتيجي المهم في المحيط الهندي.
وقّعت المملكة المتحدة مؤخرًا اتفاقيةً لإعادة جزر تشاغوس إلى موريشيوس، تتضمن استئجار دييغو غارسيا مقابل 101 مليون جنيه إسترليني سنويًا لمدة 99 عامًا. وقال منتقدو الاتفاقية إن المملكة المتحدة تُخاطر بفقدان حضور استراتيجي مهم في المحيط الهندي.
قاعدة دييجو غارسيا
وأكدت الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية أن قاعدة دييغو غارسيا من المرجح أن تُستخدم كقاعدة لشن هجوم "مواجهة" على إيران.
ويُفهم أن هذه الأسلحة كانت هناك لاستخدامها ضد الحوثيين في اليمن كجزء من حملة القصف الأميركية قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار.
ويأتي نشر حاملة الطائرات دييغو غارسيا في إطار تحرك واسع النطاق للطائرات الحربية الأميركية إلى المنطقة مع تزايد احتمالات شن هجوم أميركي على إيران.
وقد عبر أسطول يضم أكثر من 30 طائرة لتزويد الطائرات بالوقود جواً المحيط الأطلسي، وهي الآن متمركزة في قواعد جوية في مختلف أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.
وانضمت إليهم أسراب من مقاتلات الشبح من طراز إف-22 وإف-35 التي ستكون جاهزة لشن هجوم جوي كبير إلى جانب الطائرات القادمة من حاملتي طائرات أميركيتين في المنطقة، بمجرد وصول حاملة الطائرات الأميركية نيميتز من المحيط الهادئ.
وبما أن قاعدة دييغو غارسيا هي إقليم بريطاني في الخارج، فسوف يكون من الضروري الحصول على إذن من لندن قبل القيام بأي غارة على إيران، فيما من المرجح أن تواجه المملكة المتحدة معارضة داخلية للانضمام إلى الولايات المتحدة في الصراع.
الموقف البريطاني
وقد عقد رئيس الوزراء كير ستارمر اجتماعًا طارئًا للجنة كوبرا فور عودته إلى المملكة المتحدة من قمة مجموعة السبع لمناقشة استجابة المملكة المتحدة للأزمة.
وتشير التقارير إلى أن المدعي العام اللورد ريتشارد هيرمر أثار مخاوف بشأن شرعية مشاركة المملكة المتحدة، ونصح بأن تقتصر هذه المشاركة على الدعم "الدفاعي".
ومع ذلك، قال جون ساورز، الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني إم. آي. 6، أمس الخميس في مؤتمر لندن الذي نظمه مركز تشاتام هاوس للأبحاث، إنه لا يرى عقبات أمام إعطاء المملكة المتحدة الضوء الأخضر لاستخدام الأرخبيل في مهمة ضد إيران.
وصرح مستشار الأمن القومي السابق، اللورد بيتر ريكيتس، بأنه "لا ينبغي" للمملكة المتحدة دعم أي ضربات أمريكية محتملة على إيران.
وأضاف: "إن الطريقة الوحيدة التي تمكننا من السيطرة على طموحات إيران النووية على المدى الطويل هي من خلال التوصل إلى اتفاق معهم"، متابعًا: "أعتقد أن مجرد العودة وقصفهم كل بضع سنوات لن يجعل العالم أكثر أمانًا. بل سيعزز تصميمهم على مواصلة العمل على تطوير سلاح نووي بعد انتهاء هذه الجولة من القتال، كما قال".