في لحظة عائلية مبهجة اختلطت فيها دموع الفرحة بعناق الشقيقات، حصل "الدستور" على صورة حصرية من شقيقة الطالبة المتفوقة أمل عبدالغفار يوسف جاد الله، الحاصلة على المركز الثاني في الشهادة الإعدادية بمحافظة الغربية، وتجمعها بشقيقتها المقربة آية، قبل عدة سنوات، طالبة الصف الثالث الثانوي، والتي تمثل أقرب أفراد الأسرة سنًا وروحًا إلى أمل.
وتؤكد أنه ما بين دفاتر المدرسة، وجلسات الحفظ، ومراجعة الدروس، كان بين الشقيقتين خيط من المودة والمساندة اليومية، تحوّل مع الوقت إلى دعامة أساسية في طريق النجاح.
أمل "سُكَّرة العيلة".. كما تصفها شقيقتها آية
تقول آية، التي تكبر أمل بثلاثة أعوام فقط، في حديث خاص لـ"الدستور": "أمل سُكَّرة العيلة بجد، قريبة من قلب الكل، دايمًا مبتسمة ومتواضعة، لكن أنا أكتر من تعايش معها تفاصيلها بحكم السن والدراسة، كنا دائمًا مع بعض في المذاكرة وفي البيت وفي كل تفاصيل يومنا.
وتضيف: "أنا فخورة بها جدًا، ولم أستغرب نجاحها بتفوق، لأنها دائمًا منظمة، مجتهدة، ومخلصة في كل أمور حياتها من المذاكرة لحفظ القرآن وحتى في تعاملها مع الناس."
وتقول آية: "ماما طول الوقت بتشجعنا، بتصحينا الفجر، تهيئ الجو للمذاكرة، تراجع معانا.. وجودها سند كبير، وبابا من الإمارات دايمًا كان متابع وبيدينا إحساس إنه فخور بينا".
لحظات دافئة بين أختين.. وتوثيق لعلاقة لا تُنسى
الصور التي تنفرد بها "الدستور" توثق علاقة محبة متينة بين أمل وآية، تتبادلان فيها النظرات والابتسامات، قبل ما يقرب من 14 عشر عامًا، حيث تجمع الصورة الطفلة آية والرضيعة أمل وهما دايمًا مقرباين كما في الصورة.
البيت البسيط.. مصنع التفوق
في قرية حانوت التابعة لمركز زفتى، كان البيت الذي يجمع الشقيقات السبع، ووالدتهم، وذكرياتهم والأب العامل بالخارج، هو مصنع الهمم والمثابرة، بيت يعمر بالإصرار والدعم والرضا وهذا هو وقودًا يوميًا يشذ همم الجميع.
تفوق أمل.. انعكاس لنجاح جماعي
لم يكن ما حققته أمل من تفوق مجرد نتيجة شخصية، بل هو ثمرة تربية وتضامن أخوي بين سبع بنات وجدن في بعضهن القوة والعزم، وتعد أمل أول من إتمت حفظ القرآن الكريم كاملًا بين شقيقاتها، وأول من تجتاز شهادة عامة من داخل مصر، بعد عودة الأسرة من الغربة.
مستقبل أمل.. بين الطموح والإلهام
تحلم أمل بأن تصبح طبيبة، تجمع بين التفوق العلمي والنقاء الروحي، وتقول: "أنا عايزة أكون طبيبة، أخدم الناس بعلمي، وأرد الجميل لوالدتي اللي تعبت عشاني، ولوالدي اللي دعمنا بكل شيء".
وأهدت أمل نجاحها لشقيقاتها، وعلى رأسهن آية، التي لم تتخلَ عنها يومًا، وكانت رفيقة النجاح والمذاكرة والقرآن.