رسالة الجد عوبيديا إلى "إسرائيل"

رسالة الجد عوبيديا إلى "إسرائيل"
رسالة
      الجد
      عوبيديا
      إلى
      "إسرائيل"

كان يا مكان في سالف العصر والزمان.. كانت إسرائيل دولة مقهورة من مضايقات أبناء عمومتهم، شعب أَلادُومِيُّون، وهم نسل عيسو أو آدوم، أخو يعقوب مؤسس إسرائيل، وقد كان الأدومي يعتبر أخًا للعبراني، لفترة طويلة، ولكن الأمور انقلبت فدوام الحال من المُحال.

بالعودة إلى «حكايتنا»، فسنجد أن الله الذي يقف إلى جوار المظلوم- كعادته، لم يرض أن يصم آذانه عن صراخ الإسرائيليين -المقهورين حينها- فأرسل رجلًا من رجاله يُدعى عوبيديا، وذلك في الفترة التي تلت  586 قبل الميلاد؛ لطمأنتهم.

كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ.. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ

وقف عوبيديا، والتف حوله الإسرائيليين، وصرخ موجهًا تهديداته إلى الأمم وبني أدوم: مِنْ أَجْلِ ظُلْمِكَ لأَخِيكَ، يَغْشَاكَ الْخِزْيُ وَتَنْقَرِضُ إِلَى الأَبَدِ.. كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ، عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ.. واستمر بني إسرائيل، في ترديد هذه الجملة، حتى أصبحت شعار المرحلة حينها.

ولعل الآن أهمس في أذانهم، صورايخ فارس، التي تدق وتدك، ما هي إلا نتيجة طبيعة لطغيان الطاغوت الصهيوني، عدل إلهي وفقًا لنفس القاعدة: كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ.. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ.

آفة حارتنا النسيان

ومرت الأيام، والكلمات التي كانت شعارًا وسلوانًا للإسرائيلي المقهور آنذاك، أصبحت سطورًا تُقرأ في المناسبات، بين جموع الإسرائيليين، ضمن سطور أُخرى، يُمكن أن يطلع عليها الراغب، في سفرًا يحمل شعار «سفر عوبيديا»، متاح نصه عبر الإنترنت.

ولآن آفة حارتنا النسيان، نسى الجيل الجديد من إسرائيل، أن الإله الذي وقف بجوارهم، وآذرهم حينما كانوا مقهورين من أبناء عمومتهم، لايزال هو نفس الإله، لم يُغير خصاله، لم يُغير موقفه من الشر، لايزال يساند المقهور، ضد القاهر، حتى ولو كان القاهر يدعي إنه «مؤمن - متدين»، وحتى لو كان يحاول أن يُقنع نفسه والآخر، أنه على حق، وأن هذه الحق هو سبيله للقضاء على رُضع وأطفال وكُهل وسيدات وعجائز ومستضعفين وعُزل.

صواريخ (فارس) جرس إنذار

لا أعلم إن كان أحد من إسرائيل سيقرأ هذه السطور أم لا، ولكني من باب المسؤولية تجاه خلاص نفوس الآخرين، أسخر نفسي الآن كبوق في فم الله، وأنشد كلماته الإنذارية بصوت عال: "تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ"، اسمع يا اسرائيل الرب الذي أخرجك من العبودية، ونجاك من يد بابل وفارس وأشور، هو نفسه الآن الذي يناديك، تب وأرجع.

أقولها بفم ممتلئ: أنت تكسر وصايا الله العشر المكتوبة على لوحي الشريعة، أنت تقتل.. أنت تسرق.. أنت تشهد بالزور.. أنت تشته ممتلكات قريبك.. أنت تنطق باسم إلهك باطلًا.

الله الذي نجاك من يد فارس (إيران) في عهد سحيق، يؤدبك الآن بيدها، فلا تصم آذانك.. ما يحدث الآن معك هو نفس الوعد الإلهي: كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ، عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ.. أذكر ما قاله جدك داود: “تَأْدِيبًا أَدَّبَنِي الرَّبُّ، وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي”، لم تزل هناك فرصة، لتتب وتعد عن خطاياك وأثامك، وإلا فإن القادم أشر، فالله العظيم لم يزل يسمع صراخ التعابى، فمن أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "القاهرة الإخبارية": نتنياهو سيعقد اجتماعًا مصغرا عقب اتصاله بترامب
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل