في تطور لافت يعكس حساسية الموقف الديني والسياسي في إيران، أدان عدد من كبار مراجع التقليد في مدينة قم المقدسة التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وقد صدرت الإدانات في بيانات منفصلة من المراجع البارزين: آية الله ناصر مكارم شيرازي، وآية الله حسين نوري همداني، وآية الله عبد الله جوادي آملي، وآية الله جعفر سبحاني، وجميعهم يحظون بثقل ديني كبير داخل المؤسسة الشيعية وفي العالم الإسلامي.
الاعتداءات يمثل اعتداء ديني ودستوري
وأكدت هذه المرجعيات أن التهديد الذي طال القائد الأعلى لا يُعدّ اعتداءً على شخص، بل على رمز ديني ودستوري يمثل "الولاية والوصاية الشرعية" في نظر أتباع المذهب الشيعي، وركيزة أساسية في العقيدة الدينية والسياسية للجمهورية الإسلامية.
ولفتت البيانات إلى أن "مكانة القيادة" ليست شأنًا داخليًا لإيران فحسب، بل مسألة تمس وجدان كل مسلم حرّ وشريف في أنحاء العالم.
وشدد المرجع مكارم شيرازي في بيانه على أن "تهديد القيادة الدينية هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، واستفزاز متعمد لمشاعر ملايين المسلمين"، داعيًا الأمة الإسلامية إلى اليقظة أمام ما وصفه بـ"حملة شيطانية تستهدف رموزها وعقيدتها".
كما اعتبر نوري همداني أن ما صدر عن الرئيس الأميركي "يكشف جوهر المشروع الغربي الذي لا يتحمل وجود صوت إسلامي مستقل ورافض للهيمنة"، محذرًا من عواقب وخيمة في حال تكرار هذا النوع من التصريحات.
أما آية الله جوادي آملي، فقد تناول القضية من زاوية روحية، مشيرًا إلى أن "القيادة الدينية في الإسلام ليست سلطة سياسية فقط، بل مرجعية أخلاقية ودينية متجذرة في وجدان الأمة"، مضيفًا أن "أي اعتداء على هذه المكانة هو إعلان مواجهة مع الإرادة الإلهية التي يمثلها الفقيه الجامع للشرائط".
وشدد آية الله جعفر سبحاني على أن "الشعب الإيراني لا يقف وحده في مواجهة هذا العدوان اللفظي"، مؤكدًا أن "كل أحرار العالم، من أي مذهب أو دين، سيقفون في صف من يدافع عن الكرامة والسيادة والقيادة الروحية".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعد سلسلة من التهديدات المتبادلة والتطورات الميدانية في المنطقة.
وقد اعتبرت أوساط إيرانية أن تهديد ترامب يأتي في إطار "حرب نفسية" تهدف إلى زعزعة الداخل الإيراني وإضعاف رموزه، في حين تصر طهران على أن قيادة الثورة الإسلامية "خط أحمر"، وأي محاولة للمساس بها ستُقابل برد "قاسٍ وساحق"، وفق تعبير المرجعيات الدينية.