الجارديان: سقوط إيران سيكون زلزالًا جيوسياسيًا يضرب نفوذ روسيا في الشرق الأوسط

ذكر تقرير بريطاني أن انهيار النظام الإيراني في حال تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا، سيشكل ضربة استراتيجية قاصمة لـروسيا، ويقوض واحدة من أهم ركائز نفوذها في الشرق الأوسط، وذلك في لحظة شديدة الحساسية على المستوى الجيوسياسي، حيث يسعى الكرملين للحفاظ على توازن دقيق في المنطقة.

وقالت صحيفة "الجارديان" في تقرير تحليلي لها بعنوان "انهيار النظام الإيراني ضربة موجعة لروسيا"، إن موسكو تجد نفسها أمام احتمال فقدان أحد أهم شركائها الاستراتيجيين، وسط توتر إقليمي متصاعد أعقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت إيرانية، واستعداد أمريكي متزايد للتدخل.

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الروس والإيرانيين، الذين اجتمعوا هذا الأسبوع في موسكو لحضور مؤتمر حمل عنوانًا رمزيًا "التعاون الروسي الإيراني في عالم متغير"، لم يكن أمامهم سوى الاعتراف بأن هذا العالم يتغير بطريقة قد تكون مدمرة للطرفين، لكن بشكل خاص لروسيا التي تراكم خسائر سياسية واقتصادية في الشرق الأوسط منذ سنوات.

977.png

ورأت الصحيفة أن الرد الروسي الذي وصفته بـ "المتحفظ" على التصعيد في إيران، يعكس إدراكًا ضمنيًا من الكرملين لمحدودية نفوذه وقدرته على حماية طهران، حيث لا ترغب موسكو في الدخول بمواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال الإسرائيلي دفاعًا عن النظام الإيراني، خاصة في ظل انشغالها بالحرب في أوكرانيا.

ورأت "الجارديان" أن انهيار إيران لن يعني فقط خسارة حليف سياسي، بل تهديدًا مباشرًا لاستثمارات روسية ضخمة ومشاريع عسكرية واقتصادية استراتيجية، جرى توسيعها وترسيخها خلال السنوات الماضية في ظل العقوبات الغربية المشتركة على كلا البلدين.

وأشار التقرير إلى أن موسكو كانت قد راهنت على طهران كشريك بديل في بيئة دولية معادية لها، مستشهدة بتوقيع بوتين والرئيس الإيراني السابق اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" مطلع هذا العام، شملت تعميق التعاون العسكري والاستخباراتي.

ولفت التقرير إلى أن روسيا امتنعت عن تضمين أي التزامات دفاع مشترك في الاتفاقية، وهو ما فُسر الآن على أنه مؤشر على عدم استعدادها لخوض أي حرب من أجل بقاء النظام الإيراني، معتبرًا تأخير موسكو تسليم شحنات سلاح رئيسية كانت إيران قد طلبتها يأتي في هذا الإطار.

وفيما شددت الصحيفة على أن العلاقات بين موسكو وطهران بنيت على الضرورة أكثر من الثقة، فقد نبهت إلى أن الكرملين، وعلى عكس تعامله مع حلفاء تقليديين مثل بيلاروسيا، لا يملك في إيران روابط ثقافية أو تاريخية تسند شراكته، ما يجعلها أكثر هشاشة أمام الاضطرابات.

خسارة طهران ضربة استراتيجة لا تقل فداحة عن فقدان دمشق

ونقلت "الجارديان" عن مصدر روسي مطلع، أن موسكو تعتبر احتمال انهيار النظام في طهران بمثابة "ضربة استراتيجية لا تقل فداحة عن فقدان دمشق"، في إشارة إلى تراجع نفوذ روسيا بعد سقوط نظام الأسد.

كما لفتت الصحيفة إلى أن بعض الجهات في موسكو تحاول تضخيم الجانب الاقتصادي للصراع، مع ارتفاع أسعار النفط نتيجة التصعيد، إلا أن محللين يرون أن هذه المكاسب مؤقتة ولا تعوض الفقدان الجيوسياسي المحتمل.وقالت، إن الخطر الحقيقي يكمن في تكرار نمط الانسحاب الروسي من مراكز النفوذ في الشرق الأوسط، بدءًا من سوريا مرورًا بليبيا، واليوم في إيران، وهو ما قد يعيد تشكيل خريطة القوى في المنطقة، ويضعف من طموحات موسكو في تأمين موقعها كلاعب عالمي في مرحلة ما بعد أوكرانيا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 7 يونيو 2025
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل