أعلن وزير الدفاع القبرصي، فاسيليس بالماس، حالة التأهب في الجزيرة بعد وصول طائرات عسكرية أميركية إلى قاعدة "أندرياس باباندريو" الجوية في مدينة بافوس جنوب غرب البلاد، وذلك بالتزامن مع تصاعد القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران، ما أثار قلقاً متزايداً لدى السكان القبارصة.
وأوضح بالماس في تصريحات للإعلام الرسمي، أن الطائرات الأميركية التي وصلت لا تشمل مقاتلات، بل هي طائرات نقل مخصصة لإجلاء العسكريين والمدنيين إذا اقتضت الظروف وذلك بعد تصاعد الهجمات بين إيران وإسرائيل.
كما أكدت وسائل إعلام محلية رصد طائرة أميركية متخصصة في تزويد الطائرات بالوقود جواً، ما يعزز احتمالات الاستعداد لتدخل أوسع أو عمليات إجلاء طارئة.
جزيرة قريبة من ساحة التصعيد بين إيران وإسرائيل
تبعد قبرص نحو 250 كيلومتراً فقط عن السواحل الإسرائيلية، الأمر الذي يجعلها في قلب المدى الجغرافي للتوترات الراهنة.
وقد أبلغ سكان الساحل الجنوبي للجزيرة عن رؤيتهم لصواريخ الدفاع الجوي والهجمات الجوية المتبادلة في السماء ليلاً، مما خلق حالة من الذعر بين الأهالي، رغم تأكيدات الوزير بأن الأحداث لا تزال بعيدة نسبياً عن الأراضي القبرصية.
قبرص: دور إنساني لا عسكري
طمأن وزير الدفاع القبرصي المواطنين بأن دور بلاده يظل إنسانياً بحتاً، وليست طرفاً في النزاع الدائر بين إيران وإسرائيل مشدداً على أن وجود القوات أو الطائرات الأميركية يأتي فقط تحسباً لظروف استثنائية تتطلب الإجلاء أو الدعم اللوجستي.
إيران وإسرائيل: تبادل القصف والتهديدات
في اليوم السادس من التصعيد، استمرت الضربات الجوية والصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
وفي تطور لافت، نشر الجانبان خرائط توضح مناطق محتملة للقصف في مدن الطرف الآخر، ما زاد من حدة التوتر والخوف من توسع رقعة المواجهة.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أكد عبر منصة "إكس" أن المعركة بدأت ضد إسرائيل، مشدداً على أن طهران لن تخضع لأي مساومة مع الكيان الصهيوني.
من جانبها، دعت إسرائيل سكان المنطقة 18 في طهران إلى الإخلاء، بينما وجه الحرس الثوري الإيراني إنذارات مماثلة لسكان أحياء في تل أبيب.
تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يضع منطقة شرق المتوسط على حافة تصعيد أوسع، بينما تحاول دول كقبرص النأي بنفسها عن أي تدخل عسكري مباشر، مع الاستعداد الكامل لمواجهة أي تداعيات إنسانية محتملة.