«قلب الأم لا يعرف المستحيل».. احتضنت ابنها وأنقذته من بين الركام في عقار السيدة زينب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في لحظات اختلط فيها الذعر بالأمل، وتوقفت الأنفاس؛ ترقبًا لما سيحدث تحت أنقاض عقار منهار، دوّى صوت امرأة وسط الصمت الثقيل الذي خيم على شارع ضيق في حي السيدة زينب. كانت تستغيث قائلة بصوت خافت مرتجف: "أنا عايشة... إلحقوني!".

صرخة من تحت الأنقاض

يقول أحد شهود العيان، من الأهالي المشاركين في عمليات الإنقاذ: "كنا بنشيل الركام وننقّب بأيدينا، وكلنا أمل إننا نلاقي حد عايش. وفجأة سمعنا صوت ست بتصرخ: (أنا عايشة) بصوت ضعيف... وقفنا كلنا دقيقة نصغي، وتأكدنا إن في روح بتنادي".

سباق مع الزمن

لم يتردد الأهالي. بدأوا بالعمل كخلية نحل، ينزعون الحجارة ويزيحون الأتربة بأدوات بسيطة وأياديهم الجريحة، وسط صمت لم يقطعه سوى تنفس اللهفة والخوف. كانوا يعرفون أن كل ثانية قد تنقذ حياة.

بجهد جماعي وصبر، تمكنوا من الوصول إلى المرأة بعد ساعات من العمل المتواصل، ليتفاجأوا بمشهد هزّ مشاعرهم جميعًا: كانت تحتضن طفلًا صغيرًا، لم يتجاوز عمره الثماني سنوات، في محاولة منها لحمايته بجسدها النحيل.

الأم وطفلها.. معجزة الحياة

كانت الأم تنزف، والدماء تغطي وجهها وذراعيها، لكنها تماسكت طوال الوقت. الطفل، رغم الجروح، كان حيًا، متشبثًا بأمه التي شكلت درعًا بشريًا حوله. لحظة إخراجهما كانت لحظة بكاء جماعي، امتزجت فيها مشاعر الصدمة بالفرحة والانتصار.

وجرى نقلهما إلى المستشفى، وهما على قيد الحياة. حالتهما مستقرة الآن، وفقًا للمصادر الطبية، لكن الذكرى ستبقى محفورة في وجدان كل من شهد هذا المشهد الإنساني الخالد.

هي قصة نجاة لا تنسى... شهادة على قوة الأمومة، وإرادة الحياة، وتكاتف البشر في أصعب اللحظات. هي تذكير بأن المعجزات قد تولد من تحت الركام، حينما لا نفقد الأمل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كأس العالم للأندية 2025.. تشكيل الهلال المتوقع أمام ريال مدريد
التالى الجامعات الجزائرية تحتل المراتب الأولى مغاربيا في هذا التصنيف