مصر فى قلب العاصفة قادرة دائما

د. عايدة نصيف

منذ آلاف السنين،  مصر دائمًا عنوانًا للقوة والحضارة والصمود، بلد لم يعرف الانكسار، شعبه من نسل الفراعنة الذين شيّدوا أعظم حضارة عرفها التاريخ، وظلوا على مر العصور سورًا منيعًا في وجه كل من تسوّل له نفسه تهديد الأمن أو الاستقرار.
واليوم، تقف مصر شامخة كعادتها، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذي أعاد بناء الدولة المصرية على أسس حديثة راسخة، بعد سنوات من الاضراب، لم تكن مهمته سهلة، لكنه واجه التحديات الداخلية والخارجية بحكمة وصلابة، واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن، ومستقبل شعبه، واستقلال قراره.

و في وقت تشتعل فيه المنطقة بصراعات إقليمية معقدة، أبرزها ما يحدث الان بين ايران واسرائيل، تظهر مصر كقوة توازن وركيزة استقرار، ليست طرفًا في الفوضى، لكنها مستعدة، بقوتها العسكرية، ووعي شعبها، وحكمة قيادتها، للردع عند اللزوم، وللدفاع عن أمنها القومي مهما بلغت التحديات.
لقد مرّت مصر عبر التاريخ بسلاسل من الأزمات الكبرى: غزوات، احتلالات، حروب، مؤامرات، انهيارات اقتصادية، لكنها لم تنحن ابدا، بل تخرج من كل أزمة أكثر قوة وصلابة، وهذا ما يشهده العالم اليوم.

فالشعب المصرى هو الجندي الأول في معركة الحفاظ على الارض والعرض والبناء. هو من احتمل ضغوط الإصلاح الاقتصادي، وشارك في حروب الوطن، وقدم شهداء في مواجهة الإرهاب، لكنه لم يفقد الأمل، ولم يتراجع خطوة عن دعم وطنه وقيادته. شعب يدرك أن العبور للمستقبل يتطلب الصبر، والعمل، والتماسك.
وجيش مصر ليس فقط مؤسسة عسكرية، بل هو عمق الأمة، ودرعها في أوقات الشدة، جيش محترف، مدرب، قوي، حافظ على أمن البلاد في أكثر اللحظات اضطرابًا، ويظل على أهبة الاستعداد لحماية الأرض والكرامة والسيادة.

فمصر قادرة دائما وسط ما يحدث في المنطقة من اشتباك بين قوى إقليمية، وبينما ترتفع نُذر الحرب في أكثر من اتجاه، تثبت مصر أنها الدولة القادرة على التعامل مع كل سيناريو، سواء بالردع، أو بالدبلوماسية، أو بالقوة إذا تطلّب الأمر. مصر لا تسعى للحرب، لكنها لا تخاف منها، تدعو للسلام، لكنها لا تُخدع. وتبني للمستقبل، وهي تراقب الواقع بعيون يقظة.
في كل لحظة حاسمة في تاريخ الأمة العربية، كانت مصر في القلب… والآن، في زمن المجهول، تظل مصر هي الأمل، وهي الضمانة، وهي الثقل العربي الحقيقي.
مصر قوية بشعبها، عظيمة برئيسها، منيعة بجيشها، غنية بتاريخها، وماضية نحو مستقبل لا تحدّه التحديات.